الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

بيان توضيحي لمبادرة لم شمل الساحة الإسلامية

لوغو المبادرة

بسم الله الرحمن الرحيم

مبادرة لم شمل الساحة الإسلامية

بيان توضيحي

لقد اطلعنا في مبادرة لم شمل الساحة الإسلامية على بيان نشر في بعض المواقع الألكترونية، نُسب دون توقيعات مرئية أو أختام ،إلى بعض سادتنا ومشايخنا الأجلاء من قادة الطريقة التيجانية..

ورغم رغبتنا الصادقة في عدم الانشغال بمعارك جانبية لا تقدم ولا تؤخر، فقد ارتأينا أن من حق الرأي العام علينا أن نشركه معنا في ملاحظات وتساؤلات وتعليقات تقتضيها قراءة البيان المذكور، فهو يقحم أسماء مشايخ أجلاء، ويحاول إيهام القارئ أنه يتحدث باسم قرى التجانيين في مقاطعة الركيز، ويعيب على مبادرتنا وعلى بعض أقلامنا ما يعتبره استخداما لمظلة التجانية للأغراض السياسية، ويقول إن الطريقة التجانية لم تكن يوما من الأيام حركة سياسية، ويتهمنا بأننا دعاة تفرقة.. وهذا ما يرتب علينا تقديم التوضيحات التالية، :

1.  يؤسفنا أن يعمد بعض الساسة إلى استخدام أسماء هؤلاء المشايخ الأجلاء، وأن ينهوا عن خلق ويأتوا مثله بممارستهم التفرقة التي يتهموننا بها، وذلك بإقصاء مشايخ  أجلاء آخرين، من نفس المقاطعة. وإلى أن يظهر المشايخ الخمسة المبجلون أمام عدسات التلفزيون كما ظهرنا، ويعلنوا صراحة أمام الملأ مضمون البيان المنسوب إليهم، سنتمسك بما يقتضيه حسن الظن بهم من أن بعض إخواننا من أهل السياسة – سامحهم اللـه – قد استغلوا أسماءهم، ضد بعض أبنائهم وإخوانهم وتلامذتهم وأصدقائهم، ومارسوا الشطط في استغلال أريحية هؤلاء المشايخ وصمتهم وسكينتهم. وهذا ما اجتنبته مبادرتنا حين أعلنا غير ما مرة أننا لا نتحدث باسم هؤلاء المشايخ، وأننا نصونهم عن الزج بهم في معترك التجاذبات السياسية قصيرة النفس.

2.  ولأن البيان بتركيزه على مقاطعة الركيز يحاول أن يوهم القراء بأنه يتحدث باسم هذه المقاطعة، وكأنها هي وحدها معقل التجانيين، فإننا نود أن نذكر بأن مبادرتنا تضم أعضاء ينتمون إلى جميع القرى المذكورة في البيان، وآخرين ينتمون إلى قرى أخرى من المقاطعة، وأن منهم أيضا شخصيات من مقاطعات وولايات عديدة على امتداد تراب الوطن، فلا يظنن ظان أن بيانا يتحدث باسم بعض قرى الركيز – على أهميتها، وهي من أعز قرانا -  يمكن أن يشكل ردا على مبادرة يتبناها رجال ونساء من تلك القرى عينها ومن مناطق عديدة أخرى داخل المقاطعة وخارجها..

3.  لم يتضمن بيان مبادرتنا أي إشارة إلى الطريقة التجانية، لأنه كتب من منطلق الدعوة إلى لم شمل الساحة الإسلامية بكل أطيافها، ومع ذلك فقد تبنى هذه المبادرة جمع من أعيان الطريقة أعلنوا انتماءهم إليها، وهذا حقهم الطبيعي وحق الطريقة عليهم. ونحن إذ نعلن مرة أخرى أننا لا نحتكر تمثيل الطريقة التجانية، فإننا نؤكد أنه لا أحد يستطيع أن يدعي أننا أدعياء في هذه الطريقة، ولا أحد يملك احتكار تمثيلها دوننا. وعلى افتراض كوننا نستغل مظلة الطريقة، فهل ثمة توظيف أبشع لهذه المظلة من استغلال أسماء بعض مشايخنا الأجلاء في معارك جانبية لا تخدم إعزاز الطريقة ولا لم الشمل ولا تعزيز وحدة المسلمين؟ وفي أيهما تكمن "الأغراض السياسية" المتحدث عنها: أفي مبادرة ينتسب أعضاؤها إلى حزب لا يملك مناصب يعطيها ولا أخرى يقيل منها، أم في بيان لا يخفى على ذي نظر أنه يتوسل رضا الحاكمين، أو يسعى إلى تجنب سخطهم؟ وسوف تنجلي حقيقة الغرض من هذا البيان إذا تبعته أي تظاهرة "دعم وتأييد "، ذات غرض سياسي آني، يدعي أصحابها تمثيل الطريقة التجانية، وسيعطينا هؤلاء – إن فعلوا – الحق في أن نثبت أن الطريقة التجانية ليست حكرا على من يريدون تدجينها بأي ثمن.. وهذا ما لا نتمنى الوصول إليه لأننا دعاة وحدة ولم شمل ورص صف.

4.  يعاني البيان من لوثة علمانية بانزلاقه في مأزق التفرقة بين الدين والسياسة، والحال أن السياسة – كما نفهمها – إنما هي الاهتمام بالأمر العام، وهي من صلب الدين ولبه، فسياسة أهل الدين دين، كما أن دين أهل السياسة سياسة. ونحن بحمد اللـه أهل دين أولا، إلى الحنيفية السمحة ننتمي ومنها نستمد وإليها نرجع. وقد تهافت البيان حين عاد لينصف الطريقة قليلا بقوله إنها تحذر من التقوقع والخنوع، لكنه  لم يلبث أن عاد أدراجه ليحصرالتعامل مع "السياسة بمعنى ممارسة الحكم" في التوجيه.. وهنا نتساءل:  هل وجدتم أصحاب مبادرة "لم الشمل" في ساحة وغى أخرى؟ هل لديهم سلاح إلا الكلمة الطيبة، وإلا النصح والتوجيه؟ وما العيب شرعا وعرفا وقانونا في الاهتمام بالحكم الذي تتعلق به مصالح العباد؟ هل ثمة من يطعن في تجانية الشيخ عمر سلطان الدولة التجانية في جهاده المسلح، أو الشيخ حماه اللـه في كفاحه السلمي، أو الشيخ إبراهيم نياس في مقاومته الثقافية ودعمه للنواب الوطنيين المعارضين للسلطة وفي مناصرته لقضايا التحرر وتحالفه مع تحرريين كبار حتى من غير المسلمين مثل كوامي نكروما؟ وهل تخلى رجال دولة شرفاء من أبناء الطريقة التجانية شاركوا في الحكم عبر العقود الماضية - ومنهم من ينتمون إلى القرى المذكورة - عن تجانيتهم بمشاركتهم في الحكم وسعيهم للوصول إليه؟ وهل تخلى نواب تجانيون عن تجانيتهم بدخولهم معترك السياسة؟ وهل فقد إخوة لنا تجانيتهم بانتسابهم إلى أحزاب أخرى في البلد؟ أم أن الانتماء إلى "تواصل" هو وحده القاطع عن الطريق، أو المخل بآدابها؟

ونحن إذ نقدم تلك التوضيحات، نحرص على تأكيد ما يلي:

أولا لن نضع أقدامنا في الفخ المنصوب بقصد أو بغير قصد لتمزيق الساحة التجانية، عن طريق البيان المذكور، فنحن دعاة وحدة ولم شمل، ولسنا دعاة تفرقة. وسيظل مشايخنا تيجانا على رؤوسنا ولن نعير انتباها لمن يحاول الوقيعة بيننا وبينهم، ولن نسعى لتجييش أو استغلال أسماء مشايخ الطريقة التجانية الكثر الذين تجاهلهم البيان أو لم ينجح صاغته في استدراجهم إليه.

ثانيا -       نحترم حق الاختلاف في الرؤى والاجتهادات، ونتفهم غاية التفهم حجم الضغوط التي مورست على بعض إخواننا من أجل إصدار البيان المذكور، ونلتمس لهم العذر، ونتطلع إلى أن تجمعنا وإياهم، عاجلا أو آجلا، ساحة العمل المشترك لما يرضي اللـه ورسوله..

ثالثا – نعتز بانتسابنا للطريقة التجانية وأصالتنا فيها، ونتمسك بانتمائنا إلى حزب تواصل، وسنعمل مع سائر إخواننا فيه من أجل لم شمل الساحة الإسلامية، وفق رؤية استراتيجية بعيدة المدى، تنشد مصلحة البلاد والعباد..

{أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}

عن مبادرة لم شمل الساحة الإسلامية

لجنة التنسيق:

-        الشيخ عبد الله بن الشيخ الهادي بن سيدي مولودفال من خلفاء الشيخ.

ـ الشيخ محمد بن الشيخان بن الشيخ محمد الحافظ.

-        الشيخ محمد بن محمد الامين النحوي.

-        محمد الحافظ بن أحمد محمود بن فتى.

-        محمد الخامس بن محمد الحافظ بن أحمد الودود.

-        محمد الماحي بن محمد المختار النحوي.

-        الشيخ بن الشيخ محمد المختار بن عبد الله بن الحاج (تياه).

-        الإمام بن الشيخ العلامة التراد بن عبد القادر.

-        الشيخ الإمام محمد بن محمد المختار بن الشريف الطاهر.

-        معطى مولانا بن محمد.

-        سيدي أحمد بن سيدي أعمر لخليفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق