الاثنين، 17 ديسمبر 2012

ردود الشيخ بكري العوني على شبهات وهابية حول الطريقة التيجانية

قدم الشيخ بكري العوني حفظه الله تعالى  ردودا مؤصلة شافية حول شبهات أثارها وهابيون ونشروها في مواقع الأنترنت ..ونحن ننشر هذه الردود للفائدة ولتوفير الرأي المحقق كتابا وسنة؛ وهذه هي الردود :
       بسم الله الرحمن الحيم
        الرد على المخالفة الاولى
        ادعى الوهابيون أن الشيخ التجاني قد قال
        في جواهر المعاني : (إن هذا الورد أدخره رسول الله صلى الله عليه وسلم لي ولم يعلمه لأحد من أصحابه) – إلي أن قال - : (لعلمه صلى الله عليه وسلم بتأخير وقته وعدم وجود من يظهره الله على يديه) وكذا في الجيش صفحة (91)].
        الجواب :
        يقول السادة التجانيون رضى الله عنهم: سبحانك هذا بهتان عظيم. ما أقبح الكذب !! ولعنة الله على الكاذبين
        فهذه الكلمات لا وجود لها في جواهر المعاني ولا في الجيش. . . لا في صفحة(91) ولا في غيرها ولا وجود لها في أي كتاب من كتب الطريقة وإنما هي نسيج خيال مريض ونتيجة كذب ظاهر والورد التجاني هو الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولا إله إلا الله ولا أحد يصدق أن النبي صلى الله عليه وسلم كتم هذه الأمور ولم يبلغها. . . بل هذا معلوم من الدين بالضرورة.
        ثانياً : نجد ان النبي صلى الله عليه وسلم قد خص بعض الصحابة ببعض العلوم والاذكار وسائر العبادات دون غيرهم وهذا امر معروف في السنة النبوية , فنذكر على سبيل المثال : ان ابا هريرة رضي الله عنه قال (أوصاني خليلي بثلاثة : صلاة الضحى و أن لا ادع صيام ثلاثة ايام من كل شهر , وان لا انام حتى اوتر ) .
        فالسؤال هنا لماذا لم يوصي النبي صلى الله عليه وسلم غير ابي هريرة من الصحابة ؟؟؟ وهل هذا من كتم العلم الذي امر به ؟؟؟
        كما قال ابا هريرة رضي الله عنه (اخذت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جرابين من العلم احدهما بثثته لكم والاخر لو ابحت بشيئ منه لقطع مني مرارة الحلقوم).
        فيا ترى لماذا خص النبي صلى الله عليه وسلم ابي هريرة بهذه العلوم ؟؟؟ ولماذا كتمها رسول الله عن سائر الامة ؟؟؟ وماذا سيجيب الوهابية على مثل هذا الكلام ؟؟؟
        فنحن نقول ان هذا من العلم الذي خير فيه صلى الله عليه وسلم فله ان يخبر من شاء بماشاء كيف شاء , ويكتمه عمن اراد .
        كما ثبت عنه صلى الله عليه سلم أنه قال ان حزيفة ابن اليمان يعرف المنافقين . حتى ان سيدنا عمر كان يسأله عن نفسه , فيقول له مازلت بخير ياعمر .
        فهل هذا من العلم الذي امر الله به النبي تبليغه وكتمه صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ وهل كان سيدنا حذيفة افضل من سيدنا عمر وسيدنا ابي بكر الصديق ؟؟؟ اذا لماذا لم يعلم الصديق والفاروق عن المنافقين شيئا ؟؟؟
        سبحان الله من هذا الجهل والغباء ....
        ثالثاً : ليس هذا خاص بالصحابة فحسب بل يشمل كل صالحي هذه الامة من سائر الاولياء .
        فمن الأمور المسلم بها عند المحققين من العلماء أن بعض الصالحين يأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعيه وأذكاراً تنطبق على الشرع ولا تنافيه ويبين لهم فيها فضلاً خاصاً ولنذكر ما قاله إمامان جليلان يكثر منهما ويستكثر بهما جماعة أنصار السنة المحمدية وهما:
        الإمام أبو اسحق الشاطبي في أكثر كتبه رواجاً عندهم: كتاب (الاعتصام) والإمام أبن الحاج في أكثر كتبه رواجاً عندهم وهو كتاب (المدخل).
        قال الإمام أبو اسحق الشاطبي في كتابه الاعتصام(1/260) : [إن الرؤيا من غير الأنبياء لا يحكم بها شرعاً على حال إلا أن تعرض على ما في أيدينا من الأحكام الشرعية فإن سوغتها عمل بمقتضاها وإلا وجب تركها والإعراض عنها وإنما فائدتها البشارة أو النذارة خاصة وأما استفادة الأحكام فلا كما يحكي عن الكتاني رحمة الله تعالى : (رأيت رسول الله صلى الله عليم وسلم في المنام فقلت أدع الله ألا يميت قلبي فقال : قل كل يوم أربعين مرة : يا حي يا قيوم لا إله أنت ) فهذا كلام حسن لا إشكال في صحته وكون الذكر يحي القلب صحيح شرعاً وفائدة الرؤيا التنبيه على الخير وهو من ناحية البشارة وإنما يبقي الكلام في التحديد بالأربعين وإذا في المنام وإذا لم يوجد على اللزوم واستقام وعن أبي يزيد البسطامي رحمه الله : رأيت ربي في المنام فقلت كيف الطريق إليك فقال أترك نفسك وتعال وشأن هذا الكلام من الشرع موجود فالعمل بمقتضاه صحيح).
        والسؤال هنا : هل يصح ان نطلق على الشيخ الكتاني أنه دجال كذاب ؟؟؟ وهل كتم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الذكر عن الصحابة ؟؟؟ الايستطيع سيدنا ابوبكر ان يحمل هذا الذكر ؟؟؟ وماذا نقول في العلامة ابن الحاج على مايرويه لنا من مثل هذه الروايات التي كان يعتقد صحتها ؟؟؟
        قال الإمام العلامة أبن القيم رحمه الله في كتابه (مدارج السالكين(1/448):
        من تجريبات السالكين التي جربوها فألفوها صحيحة إن من أدمن "يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت " أورثه الله حياة القلب والعقل.
وكان شيخ الإسلام أبن تيمية – قدس الله روحه – شديد اللهج بها وقال لي يوماً: لهذين وهما الحي القيوم تأثير عظيم في حياة القلب وكان يشير إلي أنهما الأسم الأعظم وسمعته يقول: من واظب على أربعين مرة كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر" يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث " حصلت له حياة القلب ولم يمت قلبه".
        وماذا تقول في ما أتى به ابن تيمية ؟؟؟ والذي نقله عنه تلميذه ابن القيم؟!! ومن اين اتى ابن تيمية بهذا الذكر الذي لم يرد عندنا في السنة ؟؟؟ ومن الذي قال له ان هذا النوع من الذكر يحي القلب ؟؟؟ أهو النبي صلى الله عليه وسلم أم هو من نسج الخيال واتباع الاوهام ؟؟؟
        وقال الإمام أبن الحاج في المدخل (4/129:
وقع بعض الناس في شدة كبيرة فشكى ذلك للشيخ – يعني الحافظ أبن أبي جمرة رحمه الله – فرأي النبي الله صلى الله عليه وسلم وهو يشير على الشخص بأن يسبح مائة مرة ويحمد الله مائة مرة ويكبر مائة مرة ويقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له مائة مرة ثم يصلى اثني عشرة ركعة ويدعوا بعدها بما يظهر له ثم يصلى ركعتين ثم يقرأ في الختمة خمسين آية من آخر سورة البقرة ثم يصلى أربعاً وعشرين ركعة ثم يدعوا بهذا الدعاء وهو : اللهم لا فرج إلا فرجك ففرج عنا كل شدة وكربة يا من بيده مفاتيح الفرج أكفنا شر من يريد ضرنا من أنس وجن وأدفعه عنا بيدك القوية بإذنك وقدرتك إنك على كل شي قدير.
        ففعله فذهبت تلك الشدة التي كان فيها ذلك الشخص وكان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يقول في النوم للذي أخبره بما تقدم من التسبيح والصلاة والدعاء إن من فعل هذا صادقاً فرج الله عنه شدته من يومه ولو كانت أي شئ كان.
        وياترى ماهو رأي الوهابية في ما قاله امام السنة المحدث عبدالله ابن ابي جمرة ؟؟؟ فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأمره بأن يتلو بعض الاذكار ويصلي بعض الصلوات ؟؟؟ وهل مثل هذا الكلام كان معروفاً عند الصحابة ؟؟؟ وهل يضر المسلم شيئ اذا فعل مثل هذا الفعل ؟؟؟
        وفي هذا القدر كفاية لم اراد الحق وسعى له سعيه , والسلام .
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
        الرد على المخالفة الثانية
        وصف الوهابية السادة التجانية رضوان الله عليهم بالكفر لانهم قالوا بأن صلاة الفاتح تعدل ستة الف ختمة من القران الكريم !!! وبهذا يكونوا قد كفروا مئات الملايين من المسلمين الصلحاء في مختلف بلاد العالم !!! بل اطلقوا لفظ الكفر على كل من اقرنا على هذا وقبل به !!!
        الجواب :
        نحن معشر التجانية نقول بان صلاة الفاتح ليس بأفضل من القران الكريم , بل ليست بأفضل من حرف واحد في كتاب الله ولم يقول بهذا احد من التجانية مطلقاً . وكلام الشيخ التجاني في افضلية القران الكريم على سائر الكلام معروفة في كتبه وسنكتبه اليكم انشاء الله في الموضوع.
        ولكن لفظ الافضلية هذا لم يذكره الشيخ التجاني ولا اي احد من مشايخ التجاية . فمن اين اتى به الوهابية ؟؟؟
        وكل الذي قاله التجانية بأنها تعدل ثواب ستة الف ختمة , وليس بأفضل !!!
        وهناك فرق كبير بين الثواب والافضلية .
        فكون صلاة الفاتح تعدل هذاالثواب بهذا الحد لايعني افضليتها على القران الكريم . فالمزية لاتقتضي الافضلية وهذه مزية لهذه الصلاة ولا علاقة لها بالافضلية وهذا شيئ معروف ومسلم به عند العلماء .
        ولكن نجد الكثير من الناس يخلط بين المزية والافضلية ولايميز بينهما , كما نجد بعض الجهلة المنكرين ينكرون على بعض فضائل اذكار أهل الطرق متعللين بأن هذا الذكر بهذا الثواب يكون أفضل من الاذكار التي وردت في السنة فقصدنا تبيين ذلك قبل الشروع في التفصيل .
        المزية لا تقتضي الافضلية
        فعند أهل العلم من الفقهاء والمحدثين (أن المزية لاتقتضي الافضلية ) فهنالك مزية شخص على شخص ومزية مكان على مكان وكذلك مزية زمان على زمان ومزية بعض الاعمال على بعضها.
        اولاً : مزية شخص على شخص :
        من المعلوم حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (ما سلك عمر فجاً الا وسلك الشيطان فجاً غيره)
        ومن المعلوم أن هذه المزية لم تكن عند ابوبكر الصديق , فهل يعقل أن يقال أن عمر أفضل من ابوبكر !!! الجواب لا أنها مزية لعمر وليس لابي بكر .
        بل إن الشيطان كان يعترض النبي صلى الله عليه وسلم وكان يثاوره في صلاته . بل تعرض الشيطان الى خليل الرحمن ابراهيم عليه السلام ولابنه اسماعيل حتى رماه ثلاثاً ومع ذلك لم يقل أحد من العلماء أن سيدنا عمر أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من الانبياء .
        كما أن قصة سيدنا الخضر في القران معروفة فكان لسيدنا الخضر من العلوم مالم يكن لسيدن اموسى عليه السلام بل طلب منه التعليم . ومع ذلك لم يقل أحداً أن الخضر أفضل من سيدنا موسى عليه السلام .
        بل أنها مزية لسيدنا الخضر ليس الا.
        وكذلك نجد أن الملائكة كانت تستحي من سيدناعثمان رضي الله عنه ولم تستحي من سيدنا ابوبكر وسيدنا عمر رضي الله عنهما كما جاء بذلك الحديث الشريف . فأيهما افضل سيدنا عثمان أم سيدنا ابوبكر وسيدنا عمر ؟؟؟
        اخيراً لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المعروف ألا احدثكم عن اقوام ليسوا بانبياء ولا شهداء ، يغبطهم يوم القيامـة الانبياء والشهداء يجلسهم الله على منابر من نور.الي اخر الحديث . مع انه لااحد أفضل من الانبياء عليهم الصلاة والسلام , فليعلم الجميع أن المزية لاتقتضي الافضلية .
        ثانياً : مزية بعض الاماكن على غيرها :
        وكذلك قد تكون المزية في بعض الاماكن دون غيرها:
        فمن المعروف ان اول بيت لله وضع في الارض هو الكعبة الشريفة ومسجدها افضل المساجد وحرمها اعظم بقاع الارض حرمه ، وهي قبلة المصلين ولا تصح الصلاة الا بها عملاً ، ولا تصح اي عبادة بغير الاقرار بذلك عقيدة ، ومع ذلك لا يتم الحج ولايكون الا بالوقوف علي عرفة ، ومن بقى عند الكعبة في ذلك اليوم وقال ان الكعبة افضل من عرفات وجلس هناك .
        فقد فاته الحج باجماع الامة وصريح السنة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الحج عرفة) .
        ولم يقل احد من المسلمين السابقين منهم او المتاخرين بانعرفة افضل من الكعبة .
        ثالثاً : مزية بعض الاعمال على غيرها :
        ففي اداء بعض الاعمال والعبادات , فإن التسبيح مثلاً في الركوع عند الصلاة والسجود له مزية العمل به على قراءة القران , ولم يقل احد أن ذلك يعني أفضليته على الايات القرانية .
        ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ))اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء)). ومع ذلك نهانا صلى الله عليه وسلم عن القراءة في الركوع والسجود , وقال بعض العلماء إذا قراء فيهما بفاتحة الكتاب بطلت صلاته , مع العلم بأن فاتحة الكتاب إشتملت على الدعاء . اذا عرفت هذا عرفت اين المزية .

        وكما هو معلوم بأن الصلاة أفضل ركن في الدين الاسلامي فإن تحية أي مسجد لله أن يصلى فيه ركعتين . ومن المعروف ايضاً أن أفضل بيوت الله هوالمسجد الحرام , ومع ذلك فتحيته هي الطواف ولا تجزي الصلاة قبل الطواف .
        فهل معنى ذلك أن الطواف له الافضلية على الصلاة التي هي الركن الثاني والاهم من اركان الدين الاسلامي ؟؟؟ . بل العاقل ليقول بأن الطواف له مزية العمل به في المسجد الحرام دون الصلاة وما هو بأفضل منها .
        اذا علمت هذا اخي الكريم علمت ان صلاة الفاتح وان كانت لها مزية في شيئ فهي ليست بأفضل منه على الطلاق .
        فقد قال صلى الله عليه وسلم لاصحابة في الحديث المشهور اني في شوق لاحبابي : قالوا اولسنا احبابك ؟ قال بل انتم اصحابي ولكن احبابي قوم يأتون في اخر الزمان يزن عمل احدهم بخمسين , قالوا منا يارسول الله أم منهم ؟ قال بل منكم .
        فهل هؤلاء القوم الذين يأتون في اخر الزمان افضل من الصحابة ؟؟؟؟
        بالرغم من ان اعمالهم اكثر بخمسين مرة من اعمال الصحابة ؟؟؟
        ولكن فضل الصحابة على سائر الاولياء ثابت ومعروف ولايدانية احد قط .
        ثانياً :
        هنالك الكثير من الاعمال في السنة النبوية بسيطة القدر والجهد عظيمة في اجرها وثوابها بل قد استغرق ثوابها أفضل العبادات في الدين الاسلامي كالجهاد والصيام والحج وغيرها من الاعمال ذوات المشقة والصعوبة , وهذه
        1/ حديث ام هانئ رضي الله عنها حينما سألت الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدلها على عمل بسيط يكون به أجر كبير لانها اشتكت كبر السن فقال لها ((كبري الله مائة مرة وأحمدي الله مائة مرة وسبحي الله مائة مرة خير من مائة فرس ملجم مسرج في سبيل الله وخير من مائة بدنة وخير من مائة رقبة)) أخرجه ابن ماجة . وحسنه الحاكم كما حسنه السيوطي .
        فلم يقل صلى الله عليه وسلم ! بثواب بل قال أفضل من ثواب مئة فرس مجهزة يحمل عليها في سبيل الله , أي ثواب مائة غازي في سبيل الله لقوله صلى الله عليه وسلم (من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا) متفق عليه . ولا شك أن افضل الاعمال الجهاد في سبيل الله . اليس هذا ثواب في الاخرة ايها الوهابية ؟؟؟ اليست بهذه الكلمات البسيطة قد حصلت على ثواب اكثر من مائة مجاهد في سبيل الله وهي في مكانها ؟؟؟.

        2/ وفي رواية اخرى ((سبحي الله مائة تسبيحة فانها تعدل لك مائة رقبة من ولد إسماعيل وأحمدي الله مائة مرة تحميدة فانها تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله وكبري الله مائة تكبيرة فانها تعدل مائة بدنة مقلدة متقبلة وهللي الله مائة تهليلة فانها تملاء مابين السماء والارض ولايرفع يومئذ لأحد عمل أفضل منها الا أن يأتي بمثل ما اتيت )) اخرجه الامام احمد في مسنده . والطبري في الكبير . والحاكم في المستدرك . قال الحافظ الهيتمي أسانيده حسنة .

        اليس هذا ثواب ياجاهل ؟؟؟ الم يقل لها صلى الله عليه وسلم فانها تملاء مابين السماء والارض ؟؟؟ فيا ترى ماهو الفرق بين السماء والارض حتى يملاءه هذا الثواب العظيم ؟؟؟ الم يقل لها صلى الله عليه وسلم لايرفع يومئذ لاحد عمل افضل منها ؟؟؟ حتى لو شخص جاهد في سيبل الله أو قراء القران الكريم أو صلى وصام ؟؟؟؟ سبان الله رب العالمين !!!

        3/ أخرج الترمذي عن عمر بن شعيب عن ابيه عن جده أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من سبح الله مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن حج مائة حجة ومن حمد الله مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن حمل مائة فرس في سبيل الله أو قال غزا مائة غزوة ومن هلل الله مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن اعتق مائة رقبة من ولد اسماعيل ومن كبر الله مائة بالغداة ومائة بالعشي لم يأتي أحد اكثر من مما أتى به الا من قال مثل ما قال أو زاد عليه )) قال الترمذي حديث حسن صحيح . واخرجه النسائي .

        ننظر في قوله صلى الله عليه وسلم ((كان كمن)) أي كان له من الثواب كمن غزا مائة غزوة , فمن منا يتسع له العمر وتحمله القدرة على حج مائة حجة ومائة غزوة !!؟؟ فكيف لو عمل به كل يوم ؟؟!! ولفرضنا أنه عاش عشر سنوات أيستطيع أحد معرفة ذلك ؟؟؟ فكيف لو ذكر ذلك في اليوم الف مرة فقط ؟؟؟ فثوابه في اليوم الواحد مائة الف حجة ومائة الف غزوة في سبيل الله ومائة الف رقبة , ولتضرب ذلك في الشهر ويكون ناتج ثلاثة ملايين حجة في الشهر وثلاثة ملايين غزوة في سبيل الله وثلاثة ملايين رقبة معتوقة لوجه الله في الشهر . وياترى ماهو ثواب الحجة حتى نضربه في ثلاثة ملايين ؟؟!! وماهو ثواب من عتق رقبة لنضربه في ثلاثة ملايين ؟؟!! هذا شيئ لايمكن للعقول أن تحسبه ولو الكترونياً !! هذا في الشهر الواحد فكيف لو تلاه سنة !! بل لوتلاه دائما ؟؟!!
        علماً بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن ثواب الحج ((الحج المبرور ليس له ثوابا ً الا الجنة)) وفي حديث اخر قال((من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضواً منه من النار حتى فرجه بفرجه)) رواه الشيخان.
        وهذا الذي ذكرته لكم من الثواب هو في المرتبة الدنيا لهذا الذكر , أي هو الثواب الادنى الذي يناله أي مسلم ذكر هذا الذكر ثم يضاعف له عشر مرات لقوله صلى اللهع ليه وسلم ((من اتى بالحسنة فله عشر أمثالها)) . فكيف لو كان التالي من أهل التضعيف ؟؟!!
        ومنهم من يضاعف له بالعشرات ومنهم من يضاعف له بالمئات ومنهم من يضاعف له بالملايين ومنهم من يضاعف له بما لايعلم به الا الله , قال تعالى ((والله يضاعف لمن يشاء)) وقال ((والله يرزق من يشاء بغير حساب)) .

        فبالله عليك أيهما اكثر هذا الثواب الذي ذكرناه ام ثواب صلاة الفاتح ؟؟؟
        وهل معنى ذلك بأن هذا العمل أفضل من الجهاد والحج والعتق ؟؟؟ ام هو خاص بالثواب فقط ؟؟؟ وهل معناه أن يسقط الحج عمن هو مستطيع له ولو ذكر له هذا الذكر وإن طال عمره ؟؟؟ وهل معناه انه يسقط الجهاد عمن وجب في حقه ؟؟؟ لايقول بهذا الا مجنون في عقله . فخلاصة الامر أن هذا الاجر مزية لهذا الذكر على غيره من الاعمال . ولايلزم بذلك أن يكون افضلها , أو أن يغني عن فعلها .
        فكيف يستعجب البعض من الناس لان الشيخ التجاني رضي الله عنه قال بأن صلاة الفاتح المرة الواحدة منها بستة الاف ختمة من القران ؟؟!! وهل يصح بعد هذا التبيان الشافي أن تقول ان التجانية جعلوا صلاة الفاتح أفضل من القران ؟؟!! والشيخ التجاني رضي الله عنه في نفس الكتاب الذي ذكر فيه قولهم عن ثوابها وتكلم عن أفضلية القران على سائر الاذكار.
        قال الشيخ التجاني في فضل القران [أما تفضيل القران على جميع الكلام من الاذكار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الكلام فأمره واضح وضوح الشمس كما هو في إستقراءات الشرع واصوله , شهدت به الاثار الصحيحة . وتفضيله من حيثيتين . الحيثية الاولى : كونه كلام الذات المقدسة المتصفة بالعظمة والجلال فهو من هذه المرتبة لايوازية كلام . والحيثية الثانية : مادل عليه من العلوم والمعارف ومحاسن الاداب وطرق البهدى ومكارم الاخلاق والاحكام الالهية والأوصاف العلية التي لايتصف بها إلا الربانيون , فهو في هذه المرتبة أيضاً لايوازيه كلام في الدلالة على هذه الامور.] اهـ من لفظه رضي الله عنه .

        بل وقد حث الشيخ التجاني رضي الله عنه مريديه على تلاوة القران قائلاً [إن أقل مايجزئ المريد في طريقتنا أن يقراء في كل يوم جزبين من القران] اهـ ((أي جزء كاملاً)) .
        ألا فليخسإ المبطلون .
        ولكي أزيدكم بأنه قد قام بعض العلماء فحسبوا عدد حروف المصحف الشريف فوجدوها ((162,671)) مائة واثنين وستين الفاً وستمائة وواحد وسبعين حرفاً . ومن المعروف أن التالي للحرف القراني له عشر حسنات , فالثواب الأدنى لتالي القران في الختمة الواحدة يساوي ((1,626,710)) واحد مليون وستمائة وست وعشرون الفاً وسبعمائة وعشرون حسنة . فحاصل الامر أقل من مليونين حسنة .
        فهل الذكر السابق أعلى ثواباً أم قراءة القران ؟؟؟ اجب ؟؟؟ وثواب صلاة الفاتح ستة الاف حسنة مضروبة في أقل من مليونين . فهل ثواب صلاة الفاتح هنا أعلى ام ثواب الذكر السابق ؟؟؟ بالطبع الذكر السابق أعلى ثواباً لانه ملايين مضروبة في ملايين . بل لايعلم علمه الا الله .
        وكما قلنا إنها مزية لصلاة الفاتح ليس الا . وهل هذه المزية لصلاة الفاتح وحدها ؟؟؟ الجواب : لا .
        فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم جملة لها مزية الثواب على بقية الاعمال وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم ((خرج من عندي جبريل انفاً وأخبرني عن ربي جل جلاله فقال : ما على الارض من مسلم يصلي عليك مرة الا صلى صليت أنا وملائكتي عليه عشراً )) .
        فياترى كم هو عدد الملائكة حتى تضرب في عشرة ؟!! , وقد قال تبارك وتعالى ((وما يعلم جنود ربك الاهو)) وذلك لكثرتهم .
        والقران حروفه موجودة بين ايدينا وأمر محدود ومعلوم لدينا مضروباً في عشر حسنات يكون الناتج هو ثواب الختمة الواحدة من القران الكريم . ثم انظر أخي الكريم الي قوله ((صلى عليك مرة واحدة)) وتخيل مقدار العشرة اذا ضربت في عدد لايعلمه الا الله !!, وهو امر لاتستطيع البشرية أن تعده ولا الحاطة به وهذا الناتج جزء من الصلاة الواحدة صلاة المولى عز وجل عليه .
        وهذا كله يحصل لمن يصلي عليه صلى الله عليه وسلم بأي صيغة كانت اذا صلى مرة واحدة . فكيف لو صلى الف مرة أو عشرة الاف مرة في اليوم ؟؟؟ وكيف لو كان من أهل التضعييف ؟؟؟ وكيف لو استمر على هذا العمر كله ؟؟؟
        ولاشك أن العاقل لو خير مابين ثواب جميع الاعمال وصلاة المولى عز وجل لما اختار غير صلاة المولى عز وجل عليه .
        كذلك قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في سورة الاخلاص [ أنها تعدل ثلث القران ] هذا الحديث متفق عليه .أي أن لتاليها ثواب من قراء ثلث القران , وثلثه عشر أجزاء , والماهر في قراءة القران يقراء الجزء في حوالي ثلث ساعة , وتالي سورة الاخلاص يحتاج من الزمن لبعض ثوان لقراءتها , فهل يعقل لنا أن نعارض حكم الله في مشيئته في ذلك ؟؟؟ وهو القائل(( لايسأل عما يفعل )) .
        أي اذا قمت يقراء الاخلاص تسعة مرات فإن الله يعطيني ثواب من ختم القران كله ثلاث مرات . فهذه رحمة منه تعالى علينا . فهل يستطيع أحد ان يعترض على الله ويقول له كيف تعطي ثواب من ختم القران ثلاثة مرات في تسعين يوماً الى من قراء الاخلاص في ثلاثة دقئق في هذه المدة البسيطة ؟؟؟
        اذا علمت هذا ايها الجاهل علمت ان الفضل بيد الله يعطيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم , وأنه يرزق من يشاء بغير حساب وبغير عدد . فهذا الذي ذكر من فضل صلاة الفاتح قليل بالنسبة الي رحمة الله تعالى ولايساوي شيئ . وهذه رحمة منه وتفضل على عباده فالمفترض أن يفرح الوهابية بذلك كل الفرح والسرور بدلاً من الانكار والحسد قال تعالى (قل فبفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون } صدق الله العظيم.
        الخلاصة
        ذكر الشيخ احمد التجاني فضل صلاة الفاتح بأنه بعض الملايين من الحسنات وهي من الفضل الالهي على عباده ولاينكر ذلك الا مكابر جاهل حاسد . فنعوذ بالله من شر حاسد اذا حسد .
        فلا يخلوا حال المنكر من خمسة أحوال :
        1.إما أن يقولأن هذا الثواب لايستطيع الله ان يعطيه للعبد . وهذا كفر صريح لانه شك في قدرة القادر.
        2. وإما أن يقول ما كان الله أن يفعل ذلك ويعطي كل هذا الثواب لهذا العبد .
        وهذا كفر صريح لانه اعترض على افعالالخالق قال تعالى (لايسأل عمايفعل ).
        3.وإما بأن يقول أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لاتستاهل كل هذا الفضل ؟؟؟
        فيكون بذلك قد هون ماعظم الله . وفيه اعتراض على الله ايضا.
        4. وإما بأن يقول أن هذا العبدلايستاهل ولايستحق هذا الثواب الكثير.
        فيكون بذلك قد وضع نفسه في موضع الرب الذي يقرر من الذي يستحق ومن الذي لايستحق الثواب .
        5. وإما أن ينفي هذا الاجر ويقول ان الله لايعطي هذا الاجر لمن تلى صلاةالفاتح .
        فيكون قد إفترى على الله الكذب وصار يتكلم بلسان الله . ونطالبه بالدليل على قوله ذلك .
        فيا ترى أين يقف الوهابية من هذه الاحوال الخمسة ؟؟؟
        نعوذ بالله من كل هذه الكفريات ومن التدخل والاجتراء في شؤون الخالق وسوء الادب معه ومن الاعتراض على احكامه أونهون ماعظمه سبحانه. ونسأل الله حسن الادب والسلوك وحسن الظن بالله والمسلمين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    الرد على المخالفة الثالثة
    اعلم اخي الكريم ان السادة التجانية يعلنون بأن صلاة الفاتح ليست من القران الكريم بل ليست من كلام الله مطلقاً , وهذا هو قولنا ومعتقدنا الذي نلقى الله به , وهذا ماعليه التجانية في كل انحاء العالم قديما وحديثا ولم يشذ منهم احد يعرف هذا كل من خالطهم وعاشرهم او قراء كتبهم .
    فصاحب صلاة الفاتح هو الشيخ القطب مصطفى البكري الذي ظل يدعو الله عشرين سنة في الحرم المكي على ان يعطيه صلاة جامعة . فاستجاب الله له فرأها على لوح من نور .
    وصلاة الفاتح كانت معروفة لدى كافة العلماء منذ القدم , ولم ياتي بها الشيخ التجاني كما يزعم الوهابية . بل وجدت قبل ان يولد الشيخ بمئات السنيين . وقد ذكرها الكثير من العلماء في كتبهم نذكر منه على سبيل المثال .
    العلامة الشيخ القاضي عياض في كتابه الشفاء
    الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية
    الحافظ الطبراني في المعجم الكبير
    الحافظ السخاوي في كتابه القول البديع في الصلاة على النبي الشفيع
    وقد سئل الشيخ احمد ابن محمد التجاني عن أمر صلاة الفاتح فاجاب قائلا : (انها اتت من حضرة الغيب) اهـ . كما في جواهر المعاني .
    وهذا هو القول المعتبر عند كل السادة التجانية في مشارق الارض ومغاربها ولايحيدون عن قول شيخهم قليلا ولا كثيرا . ولاعبرة لمن قال بخلاف ذلك , ولم نسمع بأن هنالك احد من مشايخ التجانية ومقدميهم من افتى بغير ذلك , فقد قالوا بذالك اجماعاً واتفاقاً .
    أما عن الذي ورد في كتاب الافادة للشيخ العلامة الطيب السفياني : فهو قد نقلها عن الشيخ ابن المشري الذي اختلط عليه الامر حينما سمع كلام الشيخ رضي الله بأنها ( اتت من حضرة الغيب ) ففهم من هذا الكلام انها من كلام الله . والحاصل ان الشيخ لم يقل ذلك .
    والشيخ ابن المشري غير معصوم كما هو معلوم , فلا عصمة الا للانبياء , وهذا معروف ومسلم به عند الجميع , فقد اخطا كبار علماء هذه الامة ومحدثيهم , بل من قراء سيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد أن لهم اخطاء وخير شاهد ودليل على ذلك ما قاله سيدنا عمر رضي الله عنه في قضية المهر فقال : (اخطأ عمر واصابت امرأة) .
    فكل منا يؤخذ ويرد الا صاحب القبر الشريف كما قال سيدنا الامام مالك رضوان الله عليه , اذا علمت هذا علمت ان صلاة الفاتح عند التجانية هي كما قال شيخهم من انها اتت من حضرة الغيب , وكل من حاول ان يتقول على السادة التجانية بغير ماقالوه واعتقدوه وما كان عليه شيخهم الاكبر الشيخ التجاني , فسيرد كيده الي نحره وستصير عاقبة امره خسرا وفي هذا القدر كفاية , والسلام .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    العقيدة الرابعة
    قال في الإفادة الأحمدية "ص74" : (يوضع لي منبر من نور يوم القيامة ، وينادي منادي حتى يسمعه كل من في الموقف : يا أهل الموقف هذا إمامكم الذي كنتم تستمدون منه من غير شعوركم) و ذكره أيضًا في كتابهم بغية المستفيد "ص173".
    وهذا القائل قد نصب نفسه في مقام النبوة ، لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم هو خطيبهم يوم القيامة ، كما ذكره الترمذي عن أنس بن مالك. و في قوله تصريح بأن الأنبياء و الرسل كانوا يستمدون منه ، لأنهم شملهم الموقف ، و هذا محال ، و لا يقوله إلا من ادعى الربوبية .

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الرد على المخالفة الرابعة
    لقد حاول الوهابي أن يثبت أن نصب المنابر يوم القيامة خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم فقط وغفل المسكين عن أهل هذا ليس خاصاً بالنبي صلى الله عليه وسلم. . وقد وردت بذلك أحاديث . . . وهو لايعرف . فلنذكرها للجاهل ونذكّر بها الناسي الغافل.
    فاليعلم الجميع ان وضع المنابر لصالحي الامة اتت به السنة الصحيحة الصريحة فقد
    قال صلى الله عليه وسلم: [إن لله عباداً يجلسهم يوم القيامة على منابر من نور يغشى وجوهم النور حتى يفرغ من حساب الخلائق ] رواه الطبراني بأسناذ جيد أنظر المعجم الكبير (8/112) ترقيم (7527) ومسند الشاميين(2/10) ترقيم (826) كلاهما للطبراني بتحقيق وتخريج حمدي عبد المجيد السلفي (تلميذ الشيخ ناصر الدين الألباني) وأنظر مجمع الزوائد للحافظز الهيثمي(10/277) ومتابعته للحافظ زكي الدين المنذري في الترغيب والترهيب (4/48)
    وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه
    (المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء] رواه الترمزي (7/66) وقال (حديث حسن صحيح)
    وروى الحافظ أبو يعلي في مسنده (10/495) ترقيم (6610) بإسناد صحيح وأبن حبان في صحيحه (2/332) ترقيم (573) والحافظ بن كثير في التفسير (2/422) وجودّ اسناده عن ابي هريرة الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    [إن من عباد الله عباداً ليسوا بأنبياء يغبطهم الإنبياء والشهداء قيل من هم لعلنا نحبهم قال: هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا أنساب وجوهم نور على منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم قرأ : (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون]).
    وروى الحاكم في المستدرك (4/170) عن أبن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [إن لله عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الشهداء والنبيون يوم القيامة لقربهم من الله تعالى ومجلسهم منه فجثاً أعرابي على ركبتيه فقال : يا رسول الله صفهم لنا وحلهم لنا قال : قوم من أفناء الناس من نزاع القبائل تصادقوا في الله وتحابوا فيه يضع الله عز وجل لهم يوم القيامة منابر من نور يخاف الناس ولا يخافون هم أولياء الله عز وجل الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون] .
    قال الحاكم(4/171) : هذا حديث صحيح الإسناد وأقر الحافظ الذهبي تصحيحه وورد نحوه عن أبي مالك الأشعري رضى الله عنه قال المنذري في الترغيب والترهيب (4/48) : رواه أحمد وأبو يعلي بإسناد حسن والحاكم وقال صحيح الإسناد وقال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (10/276) : رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجاله وثقوا.
    وأما المنادي: يا أهل الموقف هذا إمامكم فأقرأ أن شئت في كتاب الله عز وجل (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) وليس يمتنع أن يكون في الإمام معني آخر ولكن هذا أيضاً يحتمله والجمع بين الكل ممكن بل المصيراليه متعين قال تعالى (ووضع الكتاب وجئ بالنبيين والشهداء).
    وأما اعتقاده شمول هذا النداء للأنبياء والرسل فهو أوهام وأهم وخيال نائم فإن الله سبحانه وتعالى يقول
    (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).
    ولا أحد يقول إن الأنبياء والرسل يشملهم هذا الخطاب لأنهم من الذين آمنوا وأنظر في كل آية من مثل هذا أو مثل [يا أيها الناس . . . .] هل يدخل الأنبياء والرسل فيها لكونهم من الناس ؟؟؟.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
    الرد على المخالفة الخامسة

    اراد الوهابي المسكين أن يثبت أن قراءة جوهرة الكمال بالطهارة المائية تشريع جديد لم يأذن الله به مع أن جوهرة الكمال صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم . . . وأي شئ على المسلم أن يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على وضوء !! وأين التشريع الجديد وقد ورد في السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كره إن يذكر الله إلا على طهر.
    فقد روي ان ائمة السنة عن المهاجر بن قنفذ انه اتي النبي صلي الله عليه وسلم وهو يبول فسلم فلم يرد عليه حتي توضأ ثم اعتذر اليه وقال : (اني كرهت ان اذكر الله الا علي طهر )
    فأين التشريع الجديد ؟!! اللهم أشهد!!!
    وقد صحح هذا الحديث الشيخ ناصر الدين الألباني في سلسلته الصحيحة (1/510) ترقيم (834) قال : [أخرجه أبو داود](1/4) والنسائي (1/16) والدرامي (2/287) وأبن (ماجة (1/145) والحاكم (1/167) وعنه البيهقي (1/90) وأحمد (5/80) عن قتادة عن الحسن عن حضين بن المنذر أبي ساسان عن المهاجر بن قنفذ أنه أتي النبي صلى الله عليه وسلم هو يبول فسلّم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ ثم اعتذر إليه فقال : (فذكره) وليس عند النسائي والدرامي المتن المذكور أعلاه وقال الحاكم (صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي]ثم قال الألباني في صفحة(511):
    [(فائدة) لما كان السلام اسماً من أسماء الله تعالى سيأتي في الحديث (1894) كره النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكره إلا على طهارة فدل ذلك على أن تلاوة القرآن بغير طهارة مكروه من باب أولي فلا ينبغي إطلاق القول بجواز قراءة القرآن للمحدث كما يفعله بعض إخواننا من أهل الحديث]

    وقال الشيخ ناصر الدين الألباني في كتاب [أرواء الغليل (1/92)ترقيم (54)]: [قول أبن عمر: (مرّ رجل بالنبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه وهو يبول فلم يرد عليه )رواه مسلم (ص(19)].

    صحيح أخرجه مسلم (1/194) وكذا أبو عوانه (1/215)وأبو داود (1/4) والترمزي (1/150) وصححه والنسائي (1/15) وأبن ماجة (1/146) من طريق الضحاك بن عثمان عن نافع عنه.

    قلت : وهذا سند حسن كما بينه في (صحيح سنن أبي داود)رقم (12) وله فيه شاهد من حديث المهاجر بن قنفذ وفيه أنه هو المسلّم وزاد [حتى توضأ ثم اعتذر إليه فقال : أني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر أو قال على طهارة]

    وصححه الحاكم والذهبي والنووي.

    وهذه الزيادة فيها فائدتان:

    الأولي: أن ترك الرد لم يكن من أجل أنه كان على البول فقط كما ظن الترمذي حيث قال (وإنما يكره هذا عندنا إذا كان على الغائط والبول وقد فسر بعض أهل العلم ذلك).

    قلت: فهذه الزيادة تدل على أن الترك إنما كان من أجل أنه لم يكن على وضوء ولازم وهذا أنه لو سلم عليه بعد الفراغ من حاجته لم يرد عليه أيضاً حتى يتوضأ.

    ويؤيده حديث أبي الجهم: [أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من نحو بئر جمل فلقيه رجل فسلم عليه فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل الجدار فمسح وجهه ويديه ثم رد عليه السلام.رواه الشيخان وغيرهما ].

    الثانية: كراهية قراءة القرآن من المحدث لا سيما المحدث حدثاً أكبر فإنه إذا كان صلى الله عليه وسلم كره أن يرد السلام من المحدث حدثاً أصغر فبالإحرى أن يكره القراءة منه فضلاً عن الجنب)انتهي كلام الألباني.

    قال الإمام الخطابي في معالم السنن (1/18).
    [في هذا دلالة على أن السلام الذي يجي به الناس بعضهم بعضاً اسم من أسماء الله عز وجل].

    وقال الشيخ السلفي أحمد شاكر في تعليقه على الحديث [من أحكام الحديث إن النبي صلى الله عليه وسلم تيمم لذكر الله وذكر الله على الطهارة أفضل ولا سيما إذا كان دعاء وقد كان مالك لا يقرأ عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يتوضأ].

    (قلت): وقد اتفق علماء هذه الأمة وأجمعوا على أن الطهارة مندوبة عند كل ذكر . . فأين التشريع الجديد ؟؟؟!! اللهم أشهد!!!.

    وإذا كان الإمام المجمع على جلالته مالك بن أنس يثنى على الإمام جعفر الصادق رضى الله عنه ويقول [ما رأيته يحدث إلا على طهارة] أنظر تهذيب التهذيب (2/105) للحافظ بن حجر العسقلاني . . . فأين التشريع الجديد؟!! اللهم أشهد!!!.

    بل قال أبو مصعب : كان مالك لا يحدث إلا وهو على طهارة إجلالاً للحديث
    [أنظر سير إعلام النبلاء(8/96) للحافظ الذهبي]وقد كان مالك بن أنس يقول أحب أن أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا احدث به إلا على طهارة متمكناً [ انظر ترتيب المدارك (1/155) للقاضي عياض اليحصبي ] .
    بل إن الأمام البخاري يفعل أكثر من ذلك فإنه يقول : [ ما وضعت في كتابي (الصحيح ) حديثاً إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين

    ] انظر سير أعلام النيلاء (12/402) وكذلك ذكره الحافظ بن حجر في مقدمته علي شرح صحيح البخاري (1/18) .

    فما يضر التجانيون أن يصلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن يتوضئوا ؟؟!! وأين التشريع الجديد ؟؟!!.
    اخيراً : من المعروف ان البيعة لها شروط يجب ان يلتزم بها من ارادها . والطريقة التجانية بيعة يعطيها صاحبها بالشروط التي يريدها طالما ان الشروط لاتخالف الكتاب والسنة . واشترط علينا صاحب البيعة ان لانصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم من غير وضوء , فمن وافق على هذا الشرط اعطي البيعة , ومن خالفه فليذهب هو وشأنه .
    كما اشترط اصحاب قريش على النبي صلى الله عليه وسلم عند صلح الحديبية شروطا رفضها الصحابة في بادئ الامر ولكن قبل بها النبي صلى الله عليه وسلم مع نها كانت غير عادلة .
    كما ان سيدنا عبد الله ابن عمر رضي الله عنه اشترى من النبي صلى الله عليه وسلم دابة واشترط عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يصل بها الي المدينة بعد شرائها ودفع ثمنها !! فقبل سيدنا عبدالله ابن عمر بذلك الشرط.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
    العقيدة السادسة
    قال في الإفادة الأحمدية "ص57": ( نهاني رسول الله صلّى الله عليه و سلّم عن التوجه بالأسماء الحسنى ، وأمرني بالتوجه بصلاة الفاتح )!!
    و هذا عين الضلال والكفر ، إذ كيف ينهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن شيء أمره الله تعالى به في قوله: { و َلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } وهذا أيضًا كذب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وجرأة على الشريعة المحمدية.

    الرد على المخالفة السادسة
    فهم الوهابي المسكين في صفحة (26) أن النهى عن التوجه بالأسماء معناه النهي عن الدعاء بأسماء الله الحسنى. . . !!! وفهمه ليس حجة . . .!!! وقاعدة الشيخ الإمام الطيب السفياني في أول كتاب [الإفادة] راجعة إلي تعديل العدل لمن روى عنه من غير تسمية له: ما حكمه؟ وأنظر إن شئت كتب مصطلح الحديث مثل [مقدمة أبن الصلاح] بشروحها: [محاسن الاصطلاح ] و[ التقييد والإيضاح] وأنظر إن شئت [الفية العراقي] وشروحها: [ التذكرة والتبصرة] و[فتح الباقي] وغير ذلك من كتب مصطلح الحديث.
    ولنورد هنا بعض اذكار وأدعية كان يدعو بها الشيخ التجاني جميعها فيها دعاء لله تعالى بأسمائه الحسنى تعرف بها أن فهم الإفريقي ليس حجة بل هو مردود وباطل.
    فمنها كما في جواهر المعاني:
    1-دعاء السيفي.
    2-حزب البحر.
    3-الأسماء الإدريسية.
    4-الدور الأعلى.
    5-الدعاء الوارد في قوت القلوب.
    6-دعاء يا من أظهر الجميل.
    7-دعاء تباركت ألهي.
    وانظر تفصيل جميع هذه الأدعية في كتب الطريقة التجانية فهي مملوءة من دعاء الله تعالى بأسمائه الحسنى فأرجع البصر فيها ثم أنظر ما قاله هذا الوهابي!!! ثم ارجع البصر في هذه الأدعية كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير من جراءة الوهابية وتعديهم على حرمات الأولياء وعظيم عداوته لهم.
    على أن الأمر لو كان على فهم الوهابي السقيم لكانت محمولة على ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه تراءى لرجل ونهاه أن يخرج زكاة ماله وكان ذلك في زمان الشيخ العز بن عبد السلام وأنظر القصة وما قاله العلماء فيها في كتاب [تنوير الحوالك في شرح موطأ الإمام مالك] تأليف الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي وأنظرها أيضاً في شرح الإمام أبي عبد الله قنون على الموطأ وأنظر أيضاً ما قاله العلامة الإمام الشيخ العطار في حاشيته على جمع الجوامع.
    ولنذكر في خاتمة هذا الرد ما كتب به الشيخ التجاني رضى الله عنه إلي كافة الأخوان إينما كانوا ومن كانت لديه أذنان للسمع فليسمع ومن له عينان فلينظر ومن عنده ذرة من الأنصاف فلينصف ويعلن بأن الوهابية يكذبون على سيدنا احمد ابن محمد التجاني ...
    قال في جواهر المعاني (2/169):-
    [ومما كتب به – أي الشيخ التجاني رضى الله عنه – إلي كافة الأخوان أينما كانوا ونصه قال رضى الله عنه بعد البسملة والصلاة على رسول الله: وبعد فأوصيكم بما أوصى الله به قال سبحانه وتعالى ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن أتقوا الله وقال سبحانه وتعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً إلي قوله كبر على المشركين وقال سبحانه واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وقال سبحانه وتعالى من يتق الله يجعل له مخرجاً إلي قوله قدراً وقال سبحانه وتعالى ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً إلي قوله ويعظم له أجراً وأعلموا أن التقوى قد صعب مرامها وتناءت بعداً عن أن تمد بيد أحد خطامها واحتكامها وكلت الهمم دونها فلا يصل بيد أحد أساسها واحتكامها لما طبعت عليه القلوب والنفوس من الإدبار عن الله وعن أمره بكل وجه واعتبار ووحلها في رتع احوال البشرية وحلاً لا مطمع لها في الانفكاك عنه وهذا حال أهل العصر في كل بلد من كل ما على الأرض إلا الشاذ النادر الذي عصمه الله تعالى وبسبب ما ذكرنا هاج بحر الأهوال والفتن وطما بحر المصائب والمحن وغرق الناس فيه كل الغرق وصار العبد كلما سال النجاة من مصيبة وعصم منها اكتنفته مصائب وفي هذا قيل سيأتي على الناس زمان تتراكم فيه بحور المحن والفتن فلا ينفع فيه إلا دعاء كدعاء الغريق وليكن ملازمتكم الأمر المنجي مما ذكرنا أو المطفئ لأكثر نيرانه وهو كثرة الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وذكر لا إله إلا الله وذكر لا اله الا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين وقول حسبنا الله ونعم الوكيل فإنه بقدر الإكثار من الإذكار تتناءى عن العبد كثرة المصائب وشرور الأوزار وبقدر تقليله منها يقل بعده عن المصائب والشرور وليكن لكل واحدة منكم قدر من هذه الأذكار على قدر الطاقة وعليكم بكثرة التضرع والابتهال لمن له كمال العز والجلال فإن الله رحيم بعبادة ودود فإنه أكرم وأعظم فضلاً من يتضرع إليه متضرع أحاطت به المصائب والأحزان ومد إليه يده مستعطفاً نواله راجياً كرمه وأفضاله أن يرده خائباً أو يعرض عنه برحمته والعاجز من عجز حتى عن التضرع والابتهال ومن ضيع نفسه من الله فلا جابر له وليكن لكم بباب الله لمات على مرور الساعات وكرور الأوقات فإن من اعتاد ذلك في كرور أوقاته غشيه من رحمه الله ونفحاته ما يكون ماحقاً لمصائبه وكدوراته ومسهلاً لثقل أعباء ما ثقل عليه من ملماته فإنه سبحانه وتعالى غني كريم يستحي لكرمه إذا رأي عبداً قد تعود الوقوف ببابه ولو قلّ في أقلّ الأوقات أن يسلمه للمصائب التي لا مخرج له منها أو يكدحه بهلكه يعز عليه الخلاص منها أحفظوا هذا العهد وأركضوا في الميدان ولو في أقل قليل من مرور اليوم والليلة تجدوا التيسير في جميع الأمور والخلاص من كثير من الشرور وإن قدر الواحد على أن يكون تضرعه في كل يوم وليلة بهذا الدعاء وهو :
    [ الهنا أنت المحرك والمسكن لكل ما وقع في الوجود من الخيرات والشرور في حكمك الحل والعقد لجميع الأمور وبيدك وعن مشيئتك تصاريف الأقدار والقضاء المقدور وأنت أعلم بعجزنا وضعفنا وذهاب حولنا وقوتنا عن تباعدنا مما يحل بنا من الشرور عن اتصالنا بما نريد الوقوع فيه من الخيرات أو ما يلائم أغراضنا في جميع الأمور وقد وقفنا ببابك والتجأنا بجنابك وقفنا على أعتابك مستغيثين بك في صرف ما يحل بنا من الشرور وما ينزل بنا من الهلاك مما يجري به تعاقبت الدهور مما لا قدرة لنا على تحمله ولا قوة بنا على طله فضلاً عن وبله وأنت العفو الكريم والمجيد الرحيم الذي ما استغاث بك مستغيث إلا أغثته ولا توجه إليك

    مكروبا يشكو كربه الا فرجته ولا ناداك ضرير من أليم بلائه الا عافيته ورحمته
    وهذا مقام المستغيث بك والملتجئ إليك فأرحم ذلي وتضرعي بين يديك وكن لي عونا وناصراً ودافعاً لكل ما يحل بي من المصائب والأحزان ولا تجعل عظائم ذنوبي حاجبه لما ينزل إلينا من فضلك ولا مانعة لما تتحفنا به من طولك وعاملنا في جميع ذبوبنا بعفوك وغفرانك وفي جميع زلاتنا وعثراتنا برحمتك وإحسانك فإن لفضلك راجون وعلى كرمك معولون ولنوالك سائلون ولكمال عزك وجلالك متضرعون فلا تجعل حظنا منك الخيبة والحرمان ولا تنيلنا من فضلك الطرد والخذلان فإنك أكرم من وقف ببابه السائلون وأوسع مجداً من كل من طمع فيه الطامعون فأنه لك المنّ الأعظم والجناب الأكرم وأنت أعظم كرماً وأعلى مجداً من أن يستغيث بك مستغيث فترده خائباً أو يستعطف أحد نوالك متضرعاً إليك فيكون حظه منك الحرمان لا إله إلا أنت يا علي يا عظيم يا مجيد يا كريم يا واسع الجود يا بر يا رحيم عشرين مرة تذكر هذه الأسماء من قولك لا إله إلا أنت إلي آخره ثم صلاة الفاتح لما أغلق عشراً في أوله وعشراً في أخره فإن المداومة لهذا الدعاء في كل ليلة سبعاً أو خمساً أو ثلاثاً تدفع عنه كثيراً من المصائب والأحزان وأن تحتم نزولها نزل به لطف عظيم فيها ] انتهي من إملائه رضي الله عنه.
    فأنظر يا رعاك الله هل هذا الشيخ التجاني الممتنع عن دعاء الله بأسمائه!!!
    اللهم أشهد أنهم يحاربون أوليائك بالكذب!!!
    العقيدة السابعة
    قال في جواهر المعاني "ص145 ج2": ( إن وليًّا – وذكر اسمه – كان كثيرًا ما يلقى النبي صلّى الله عليه وسلّ ، و يعلمه الشعر ). كيف ؟ و قد قال الله تعالى: { وَ مَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَ مَا يَنبَغِي لَهُ } [يس: 69] و هذا كذب على رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و افتراء عليه .


    الرد على المخالفة السابعة
    لقد حاول الوهابي المسكين أن يثبت أن التجانيين ينسبون إلي النبي صلى الله عليه وسلم قول الشعر. . . !!! مع أنه لم يذكر ذلك الشعر المزعوم !!! ولو أنه ذكره لعلم جميع الناس إن هذا ليس شعراً !!! فإن الشعر هو الكلام الموزون المقفى يا سبحان ألا يعرف الناس الشعر؟!!! ثم هي بعد ذلك رؤيا يشملها حكم رؤيا المنام وضوابطها المعروفة عند العلماء!!!. سبحانك هذا بهتان عظيم ...
    ــــــــــــــــــــــــــــــــ
    العقيدة الثامنة
    قال في جواهر المعاني "ص170": ( من حصل له النظر فينا يوم الجمعة أو الاثنين يدخل الجنة بغير حساب و لا عقاب ). وفي بغية المستفيد: ( و لو كان كافرًا يختم له بالإيمان ). انظر يا أخي إلى سخافة هذا القول وجرأته قال تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 144] إنه جعل نفسه أفضل من الأنبياء، و لقد قعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع عمه أبي طالب سنين ومع ذلك مات كافرًا، و نظر أبو جهل إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و مع ذلك مات كافرًا. و مات ابن نوح عليه السلام كافرًا، و مات أبو إبراهيم عليه السلام كافرًا، و لم ينفع أحدًا منهم نظر و لا صحبة.
    وقال في الإفادة الأحمدية (ص40) ما نصه: (طائفة من أصحابنا لو اجتمع أكابر أقطاب هذه الأمة ما وزنوا شعرة من أحدنا).
    وفي شرح منية المريد (ص172):
    طائفة من صحبة لو اجتمع *** أقطاب أمة النبي المتبع
    ما وزنوا شعرة من فرد *** منها. فكيف بالإمام الفرد ؟
    انظر يا أخي إلى القول الشنيع والجرأة العظيمة، حيث فضّل أصحابَ بدعته على أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم أكابر هذه الأمة. نعم لا يقول هذا إلا جاهل بقدر أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أئمة الهدى ومصابيح الأنام. رضي الله تعالى عنهم أجمعين.


    الرد على المخالفة الثامنة
    أراد الوهابي أن يتكلم في مسألة النظر والرؤية وقد جهل المسكين أن هنالك حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينبغي عليه أن يقرأه قبل أن يتكلم في المسألة .. ولكن يبدوا أنه لم يطلع على هذا الحديث .. مع أنه موجود في سنن الترمذي ..!! وهو أحد الكتب الستة ..!! ولكن اذا كان ابن باز شيخهم الاكبر لم يكمل هذه الصحاح ولم يطلع على مافيها !! فكيف الحال بمن هو دونه ..!! فلنذكره لمن أراد معرفته . قال الامام الترمذي (10/360) :
    [ حدثنا يحي بن حبيب بن عربي البصري أخبرنا أن موسى بن ابراهيم بن كثير الأنصاري قال : سمعت طلحة بن خراش يقول : سمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تمس النار مسلماً رأني أو رأى من رأني )] . قال طلحة : فقد رأيت جابر بن عبد الله وقال موسى وقد رأيت طلحة .
    قال يحي : وقال لي موسى وقد رأيتني ونحن نرجوا الله .
    قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن ابراهيم الأنصاري وقد روي أن علي بن المديني وغير واحد من أهل الحديث عن موسى هذا الحديث قلت : والحديث أخرجه الضياء المقدسي في المختارة وقد التزم فيها الصحة [ انطر المباركفوري (10/361)] قلت : وأقر الشيخ ناصر الدين الألباني تحسين الترمذي لهذا الحديث [ انظر تحقيقه على مشكاة المصابيح (3/1695) ترقيم (6004)] .
    وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي ( 10/361 ) [ الظاهر أن موسى بن ابراهيم لا يخصص هذه البشارة بالصحابة والتابعين رضي الله عنهم ]. (قلت) : قول موسى بن ابراهيم لا يتخرج على ظاهر هذا الحديث وذلك لأن :
    موسى بن ابراهيم بن كثير هو من أوساط التابعين [ انظر التحفة ( 10/361)] وذكر الحافظ بن حجر في تقريبه في الطبقة الثامنة : وهي الطبقة الوسطى من أتباع التابعين كابن عيينه وابن علية [ انظر التقريب (ص) (75)] .

    وأما يحي بن حبيب : فهو من الطبقة العاشرة وهي طبقة من لم يلق التابعين وأنما جل روايتهم عن أتباع التابعين كأحمد بن حنبل وذلك أن يحي بن حبيب توفي سنة 284ه (انظر كتاب الثقات (9/265)لابن حبان
    وسيراعلام النبلاء(11/157) للحافظ الذهبي وتقريب التقريب (ص589)ترقيم (7526). قلت : فلايمكن تخريج الحديث على الظاهر لان هذا يوجب تخصيص هذة البشارة بالصحابة التابعين وواضح أن السلف كانوا يحملونه على ظاهره ويرجون ذلك الفضل ,وبذلك يكون قول موسى (قد رأيت طلحة وقوله ليحي قد رأيتني )مشكل لا يصح فهمه الافي معني قولة صلى الله علية وسلم
    (من رأني في المنام فقد رأني )أخرجه البخاري ومن لايأخذ بظاهر هذا الحديث الآخير ليشرح به ذلك الحديث الآول – من باب تفسير الحديث بالحديث – ينبغي علية أن يستحي من الزام المسلمين بالآخذ بظاهر احاديث توحيد الأسماء والصفات... لانه يفر حيث الظاهر غير مشكل ويوجب الدخول حيث الظاهر مشكل ...
    ثم ينبغي عليه ايضاً ان يصحح دخول موسى بن ابراهيم الآنصاري ويحي بن حبيب البصري في اعدد التابعين ولن يستطيع ذلك أبداً فإن من يتوفى سنة 284هـ كيف يكون في عداد التابعين ؟؛؛؛؛
    فإن سلم بما قلناه فقد برئت ساحة الشيخ التجاني رضى الله عنه . . . وإن لم يسلم لزمته تلك الإشكالات ثم لنا اجتهادنا . . . وله اجتهاده . . . إن كان ممن يطلب الحق مخلصاً فيه الوجهة لله تعالى.
    كما هنالك حديث اخر يحمل نفس المعنى ولاداعي لذكره هنا ولاداعي للاطالة ففالذي ذكرناه كفاية
    اذاعلمت هذا , فعلى ماذا يكون انكاره على سيدنا احمد التجاني وهو الذي اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظة ومناما مرارا وتكرارا !!! سبحان الله من هذا الجهل والغباء .!!
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    العقيدة التاسعة
    قال صاحب الرماح، الذي بهامش جواهر المعاني، في الفصل الثاني والعشرين (ص152) ما نصه:
    (إنهم لا ينطقون إلا بما يشاهدون، ويأخذون عن الله ورسوله الأحكام، الخاص للخاصة لا مدخل فيها للعامة لأنه صلّى الله عليه وسلّم كان يلقي إلى أمته الأمر الخاص). قال شيخنا أحمد التيجاني كما في جواهر المعاني.
    تبًّا لهذه المقالة، وبئس قائلها ومفتريها. وسواد ظلامها يغني عن الخوض فيها.
    أقول: تفكر أيها العالم في هذه المقالة: هل أهل الطرق كانوا أنبياء؟ وانظر إلى التناقض في كلامهم – لأنهم – بزعمهم الكاذب بعدما أخذوا عن الله تعالى لا يحتاجون إلى الرسول لوجود التساوي بينهم في الدرجة أو يزيدون على الأنبياء – بزعمهم – لأن الرسل كانوا يأخذون عن الله تعالى بالوحي. وأَرْبَابُ الطرق يأخذون من الله – بزعمهم – بغير واسطة. لوجود من يقول منهم: إنه ينظر إلى اللوح المحفوظ إذا أراد أن يأخذ حكمًا من الأحكام، وما ذلك إلا لوح الشيطان {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام: 112].
    وقال في الرماح في الفصل المذكور: (إن الكامل منهم ينزل عليه المَلَكُ بالأمر والنهي).
    أقول: أما كان يكفيهم أوامر القرآن ونواهيه؟ والله سبحانه وتعالى يقول: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَ لْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ و كُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام: 93].


    بسم الله الرحمن الرحيم
    أما عن الرد على هذه المخالفة فأعتبره أمر سخيف للغاية التي تجعلني اترفع عن الرد عليها , ومع ان كل ما كتبه واسماها بالمخالفات هي مجر اشياء سخيفة تدل على جهل كاتبها الا ان هذه المخالفة بالتحديد اكبر شاهد ودليل على جهله وقلة فهمه واطلاعه .
    ولكن طالما ابتدرنا الردود وكلفنا انفسنا بدحض هذه الاباطيل لابدل ان نرد عليها بالتفصيل كما فعلنا مع ماقبلها , وقبل البدء في الرد اود ان ارفق مقال باسم العلم اللدني عسى ان يساعد اخوتنا في فهم الرد فارجو الاطلاع عليه .

هناك تعليق واحد: