الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

الطريقة التجانية:تاريخ ومهام وأدوار عظيمة

إعداد:الأستاذ السيّد الحاج مكّي عبد الله التجاني - عالم من جمهورية تشاد


ركز علماء الطريقة التجانية جهودهم على غرس القيم والأخلاق والآداب الإسلامية الفاضلة في نفوس مريديهم ، وبذلك استطاعوا أن يبنوا مجتمعا تسود فيه روح الفضيلة والمودّة والمحبّة ، وغيرها من صفات حميدة ساعدتْ في تماسك المجتمع ، وتثبيت دعائم التكافل الإجتماعي فيه ، فتأثّر بهم من حولهم من الناس فالتحقوا بركبهم ، وهذا الأمر ساعد كثيرا على نشر هذه الطريقة في أنحاء مختلفة من بقاع العالم ، وأكثر المناطق انتشارا فيها هي إفريقيا ثمّ تليها آسيا .
وقد اتّصفت الطريقة التجانية واشتهرت بأنّها طريقة العلم والعلماء ، حتّى أنّ أحد ألَدِّ أعدائها وصفها بذلك .

وقد أورد ذلك الشيخ عمر مسعود التجاني حفظه الله ضمن أمور جعلت الطريقة التجانية تشتهر بذلك ، فقال : " إنّ خصوم الطريقة التجانية والمنكرين عليها مُقِرُّونَ لها بأنّ شيوخها علماء من عليّة القوم ، ويكفينا ذلك أنّ الهلالي ، وهو عدوّ التجانيين اللدود وخصمهم الشديد ، يقول عنهم : رأيت الطرق المنتشرة في بلادنا قسمين ’ قسمٌ ينتمي إليه العلماء وعليّة القوم ، وقسمٌ ينتمي إليه السوقة وعامّة الناس . ثمّ قال : والطريقة التجانية والدرقاوية والكتانية ، وإن كان أهلها في بلادنا قليلا ، تؤلّف القسم الأوّل".

ويصف الشيخ عبد الحليم محمود ، مفتي جمهورية مصر العربية ، التجانية بأنّها من طرق أهل التزكية ، تزكية النفس ، الذين تخصّصوا لتصفية القلوب من المعاصي الباطنة ، وهم الذين يسمّيهم العلماء المحقّقون ( الصوفية ) . ثمّ استطرد قائلا : وإذا كان من العلماء من تخصّصوا لدراسة العقائد ، وردّ شُبَهِ الملحدين والمشكّكين ، ومنهم من تخصّص في دراسة السنّة ورجالها لتمييز الصحيح من غيره من حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فإنّ منهم من تخصّص في تزكية النفوس وتربية الهِمَمِ ، وتطهير القلوب من الأدران والأرجاس ، سيْرا في طريق التقرّب إلى الله سبحانه وتعالى بحسب الطاقة الإنسانية ، وَهُمُ الصوفية ، ومنهم التجانيون .

وبهذا ظلّ الشيخ سيّدي أحمد بن محمد التجاني ، مؤسّس هذه الطريقة ، رضي الله عنه ، طول حياته يربّي أتباعه على تزكية النفس ، والرقيّ بها إلى عالم المُثُل ، ويحضّ أصحابه على التمسّك بمبادئ الشرع الحنيف ، إلى أن لاقى ربّه بنفس راضية مرْضية ، ثمّ عمل على نهجه خلفاؤه وأتباعه من بعده ، فرَبُّوا بذلك أجيالا قادوا مسيرة هذه الأمّة . وما أروع تلك النصائح التي أوصى بها الشيخ رضي الله عنه خلفاءه ومقدّميه ، وإنّها لأكبر دليل على بصماته الواضحة في منهجه في التربية الروحية والإجتماعية .

وهكذا استطاعوا تأسيس دولة إسلامية تجانية في غرب إفريقيا عملت على مقاومة الإستعمار الفرنسي ، والتصدّي له بكلّ أنواع سُبُل المقاومة ، حتّى قال عنها بعض المؤرّخين ، وهو يذكر دور التجانية في نشر الإسلام : لولا قضاء فرنسا على سلطنة التجانية كادت إفريقيا كلّها أن تكون مسلمة .

كما وصفها الكاتب والمؤرّخ التشادي الشهير الدكتور عبد الرحمن عمر الماحي بقوله : " وإذا ألْقيْنا نظرة شاملة على حركة الحاج عمر نجد أنّها نجحتْ في تقوية الوحدة بين المسلمين في غرب إفريقيا ، وأنّها أقامت دولة إسلامية أكثر مركزية من دولة سكتو ، أو دولة الشيخ أحمدو لوبو في ماسينا . وقد تكوّنت هذه الدولة في منطقة عرفت الإسلام في وقت مبكّر . وكان الحاج عمر ينادي بالتربية الروحية عن طريق ممارسة أوراد الطريقة التجانية ، وهي أحدث من الطريقة القادرية التي انتهجها كلٌّ من الشيخين عثمان بن فودي وأحمدو لوبو ".

ويتّضح لنا من خلال ذلك المنهج الذي رسمه الشيخ سيّدي أحمد التجاني أنّ الطريقة التجانية قد بذلتْ جهودا مقدّرة في تنمية الجانب الروحي للفرد المسلم ، كما اهتمّتْ بالجوانب الإجتماعية في المجتمعات التي انتشرت في أوساطها ، إذ أنّ المَعْنِيّ الذي يمثّل جانبا هامّا في حياة الإنسان هو الجانب المعنوي ، وخاصّة الأخلاقي ، والذي يجعل الإنسان وفق ما حباه الله من فطرة أن ينمو بذاته ، ويضبط سلوكه ، ويرتفع بقدر نفسه ، ويعلو على المادّيات الحسيّة المتمثّلة في مساوئ الشهوات وما يصاحبها من ماديات . كما يتطلّع إلى الجانب المضيء في بنائه الشخصي ، وهو الجانب الروحي ، والذي أشارت إليه الآيات القرآنية الكريمة عندما أوضحتْ سواسية الخلق ، وأنّهم من نفس واحدة ، وأنّ الإنسان الفرد له قيمته ، والجماعة الإنسانية لها كيانها ووجودها أيضا .

فالإسلام لا ينادي بالفردية ، بل يدعو إلى التماسك والتعاون ، وأن تكون المسافة الإجتماعية بين الأفراد في علاقاتهم متقاربة وليست متباعدة . كما ينادي بنبذ العصبية ، فلا فرق بين أبيض أو أسوَد ، ولا فرق بين جماعة أو جماعة أخرى إلاّ بالتقوى .

وأقرب ما يكون التجانيون من تطبيق المنهج الروحي والإجتماعي الذي جاء به الإسلام واتّبَعَتْه طريقتُهم ، هو عند اجتماعهم لأداء أورادهم ، ويتجلّى ذلك في تلاوة الوظيفة ، وذِكْرِ الكلمة المشرّفة ( لا إله إلاّ الله ) من عصر يوم الجمعة ، حيث تتغّذى أرواحهم بنور الله أثناء الذكر ، فتصفو قلوبهم وينجلي صدؤها وتزداد نورا ، وبذلك تكون متهيّئة لقبول كلّ ما جاء به الإسلام من خصال طيّبة تسهم في بناء مجتمع متكافل تسود فيه روح المودّة والمحبّة والرضا والعفو . كما تكون بعيدة كلّ البعد عمّا يعكّر صفاء المودّة والمحبّة بينهم . وبذلك يكونون قد أسّسوا مجتمعا صالحا متماسكا يتصدّى لكلّ من يريد تفكيك خلاياه وتدميرها ، عملا بقوله تعالى : وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ  ، وقوله تعالى : وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا .

وليس للتجانيين سوى لَمّ الشمل ، وجمع كلمة المسلمين ، وربط وحدتهم وقوّتهم ، ويتبلور ذلك في تمسّكهم بكتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم ، وقيمة الوقت ، ونصب ميزان الشرع ، وتعليم العلم ، وعدم التفريق بين المسلمين بتكفيرٍ أو تفسيقٍ أو تبديعٍ ، كما يفعل خصوم التصوّف وأعدائه ، وما يُقال عنهم من تكفير مَنْ ترك التجانية ، فهو كلام ساقط ، رَدَّهُ غيرُ واحد من علماء هذه الطريقة وغيرهم . بيد أنّ رجال التجانية ، كغيرهم من رجال الصوفية ، يأسفون كلّ الأسف على من يخرج من طريقهم ، وذلك أنّهم يروْن - وهو حقّ - أنّ هذه الطرق هي معارج إلى الله ، وذِكرٌ وتسبيحٌ ، وتعاهد بالتزام الطاعة ، وتقرّبٌ إلى الله بشتّى الوسائل الشرعية الصحيحة .
 ومَن أخذ طريقة ثمّ ترَكها يكون إذن تاركا لطاعة قد تعهّد بالتزامها ، وبايع الشيخ على الطاعة لله ورسوله . وشخصٌ كهذا يكون قد نقض ما عاهد الله عليه على يد الشيخ ، فهو لم يوفّ بعهده ، وهو إذن عاصٍ ، وعليه أن يتوب توبة خالصة .
وكلّ هذا ليس خاصّا بالطريقة التجانية ، وإنّما هو عامّ بالنسبة إلى كلّ الطرق الصوفية . وأكبر دليل على ما يقوم التجانيون به تجاه وحدة الأمّة الإسلامية وربط نسيجها ، هو تلك المساجد ، والزوايا ، والكتاتيب ، التي قاموا بتأسيسها سواء داخل المجتمعات التي تنتشر فيها طريقتهم أو خارجها ، والتي يجتمع فيها المسلمون لتفقّد أحوالهم ، وحلّ خلافاتهم ومشكلاتهم التي تنشب بينهم .

وما أكثر التعاليم التي وضعها الشيخ سيّدي أحمد التجاني رضي الله عنه في الحثّ على وحدة المسلمين ، وها هي كتبهم مليئة بذلك لمن أراد أن يستفيد منها . ويكفي الطريقة التجانية فخرا وقوفها ضدّ الحركة القاديانية التي تغلغلت داخل صفوف المسلمين ، ومقاومتها للتبشير والتنصير . فقد ذَكَرَ الشيخ عمر مسعود التجاني نماذج ممّن وقفوا ضدّ الفكر القادياني ، وذلك في ردّه على مقال نُشِر في جريدة الشرق الأوسط منسوب إلى الشيخ علي الطنطاوي يحمل فيه على التجانية وأتباعها ، ومن جملة ما جاء فيه : " إنّ موقعها - يعني التجانية - من الفرنسيين في الشمال الإفريقي مثل موقع القاديانية في الهند من البريطانيين " .
ومن هؤلاء الذين ذكرهم الشيخ عمر مسعود : الشيخ محمد الحافظ التجاني شيخ التجانية بمصر ، وصديقه الشيخ علي الدقر ، وتلميذ الشيخ بدر الدين الحسين . وكان هو وصديقه الشيخ علي الدقر رحمهما الله الرَّجُلَيْن اللذيْن بجهودهما رجع أناس كثيرون للإسلام وكانو قد خرجوا منه ، وتمّ إيقاف مدّ تكفيري رهيب في المنطقة مدعوم بأموال خارجية ، وتنظيمات تبشيرية نصرانية . ولولا جهود هذين الرجلين لكان الأمر انحرافا هائلا في العقيدة ، ولكن الله حفظ الإسلام بحفظه وتأييده لأئمّة الدين ، والدعاة إلى الهدى .
 وقد نشر زعماء القاديانية في مصر بيانا في سنة 1953 م أعلنوا فيه للعالم خروجهم من ملّة القاديانية ، وكلّ ذلك نتج عن نشاط السادة التجانية ، وجهودهم الدائمة المركّزة في القضاء على ملّة القاديانية التي أفسدت العقول ، ونقلت الناس من الإيمان إلى الكفر .

وانظر إلى جهود الحاج عمر بن سعيد الفوتي رضي الله عنه في لمِّ شمل المسلمين لمواجهة النصارى الغازين . فقد ذكر عبد الرحمن عمر الماحي بأنّ هدف الحاج عمر عندما اتّجه إلى منطقة فوتا تورو لم يكن غزو المنطقة ، بل كان يسعى للحصول على تأييد العلماء هناك من أجل نشر الإسلام ، وتصحيح العقيدة من الشوائب التي علقت بها في المجتمع الإفريقي ، وقد أيّده عدد كبير من العلماء والأجاويد والسلاطين المسلمين . واتّسمت حركة الحاج عمر بمواجهة النصارى ، حيث جاهدت قوّاته بشجاعة في كلّ المعارك التي خاضتْها ضدّ القوّات الفرنسية المدرّبة على أحدث الأسلحة ، وعلى الرغم من قلّة تسليح رجاله إلاّ أنّهم كبّدوا الفرنسيين الخسائر في الأرواح والمعدّات . وهذا ما أجبر الفرنسيين على التفاوض . ولا يمكن أن يتحقّق النصر والمقاومة ما لم يكن المجتمع متماسكا متعاونا ، لأنّ الإستعمار ما جاء إلاّ من أجل تفكيك وحدة المسلمين ، وتمزيقهم ، ونشر الكراهية بينهم .

والمجتمع العالمي بشقّيْه يعلم أنّ للصوفية الفضل العظيم في نشر الدعوة الإسلامية في كثير من البلدان الإفريقية والأسيوية ، وذلك بالمرابطة في سبيل الله ، وبذل الأنفس رخيصة في سبيل وحدة المسلمين .

والطريقة التجانية صاحبت المواقف الصعبة في تاريخ التصوّف الإسلامي ، وخير شاهد على ذلك أنّ الأكثرية المسيحية في العالم الأوروبي والأمريكي يعتنقون الإسلام على يد رجال التصوّف ومنهم التجانيون .

و    يُعدّ التجانيون في طليعة العلماء الذين أخذوا من كلّ فنّ بسهم وافر ، ويشهد التاريخ بمؤلفات لهم كثيرة ، ووسائل علمية في مختلف فروع المعارف الإسلامية ، كالفقه والتفسير ، والسيرة واللغة والأدب والميراث ، والمصطلح وفقه الطريقة . فمعظم هذه المؤلفات مطبوعة ، وبعضها مخطوط . وإن تمسّكت الطريقة بالجانب الروحي ، إلاّ أنّها سهّلت الطريق للعلماء في حفظ دستور الأمّة باللسان والقلم ، وحثّت على خدمة الأمّة تعليما وتثقيفا .

وقد لعب التجانيون دورا كبيرا في نشر الإسلام ومبادئه بعد عهد الصحابة والتابعين ، وكان لهم نشاط ميمون في الدعوة إلى الله ، وذلك أنّهم يدعون الناس إلى دين الله بواسطة القدوة الطيّبة ، والأسوة الحسنة . وممّا سهّل لهم الدعوة وانخراط العامّة إليهم ، اعتناؤهم بالجوانب الروحية والأخلاقية ، والوجدانية ، التي هي مطلب كلّ مسلم . وكذلك ممّا سهّل لهم نشر الدعوة والدين ، وضوح العقيدة وتبسيط العلوم على حسب المقدرات الخاصّة بالأفراد . فكبار الحفّاظ والقرّاء والأدباء في البلاد الإسلامية من الصوفية ، ولا سيّما التجانيين . وكنموذج لنشر الدعوة الإسلامية الشريف سيّدي الحاج بن عمر رضي الله عنه ، فقد قام برحلة واسعة النطاق استغرقت سنوات للدعوة لدينالله .

ولعب التجانيون دورا كبيرا في محاربة الوثنيين وإعلان الجهاد ضدّهم بقيادة الشيخ سيّدي الحاج عمر الفوتي الذي كوّن جيشا حارب به الوثنيين وهزمهم شرّ هزيمة ، وخلق للتجانية سلطة إسلامية عظيمة وسط بلاد الزنوج ، وجاء بعده من عمل على توسيع فتوحاته ، ومقاومة الاستعمار الفرنسي حتى صار وجود هذه السلطة التجانية وسط السودان خطرا عظيما على الاستعمار . وقد أشار بعض المؤرّخين إلى أنّ إفريقيا كادت تكون كلّها إسلامية لولا قضاء فرنسا على سلطة التجانية ، كما أنّ أوروبا كادت تكون كلّها إسلامية لولا انتصار شارل هارتل على العرب في موقعة بواتييه .

وقد  قامت الطريقة التجانية بمساهمات عديدة في مجال التعليم والتربية ، فأنشأ التجانيون في بلاد الإسلام معاهد دينية قوامها الطريق إلى الله ، وعشرات الآلاف من الزوايا معمورة بالصلوات والذكر وقراءة القرآن ، وحافلة بشعائر الدين ، ولا تعرف الكلل ولا الملل ، والدعوة إلى الله دون وقف ولا حبس ، يتجنّد فيها الأئمّة والمؤذّنون والعلماء مجانا لعمارتها ليلا ونهارا بالعلم والهدى والمعرفة .

و التجانيون يساهمون في إصلاح المجتمع بالأفكار الإسلامية السديدة المفيدة في الكتاب والسنّة ، فيسعون في إصلاح ذات البين ، والتحذير من التحاسد والتباغض ، وحضّ المجتمع على التحابب والتوادد والتزاور ، وحثّهم على احترام المقدّسات ، وجميع أفراد المجتمع وقضاء حوائجه . فالطريقة التجانية عبر تاريخها الطويل وضعت لَبِنَات حيّة قام عليها المجتمع الإسلامي ، وذلك لاحترام الطريقة القواعد الشرعية الخاصّة ووضعها أمام المجتمع بصورة طيّبة حسنة ، منهجها القدوة والأسوة الحسنة ، وهذا سهّل لها الطريق والانتشار في إفريقيا وجنوب الصحراء . فكلّ فقه إسلامي أساسه الكتاب والسنّة . وضعت الطريقة التجانية يدها على كلّ جوانبه سعيا لإظهاره والعمل به .

ونستخلص من خلال هذا البحث الوجيز أن الطريقة التجانية منهجها الكتاب والسنّة اإبتداء ، وغايتها الكتاب والسنّة انتهاء . قال صاحبها سيّدي أحمد التجاني رضي الله عنه : ( إذا بلغكم عنّي شيء فزنوه بميزان الشرع ، فإن وافق فاعملوا به وإن خالف فاتركوه ) .

 وقال سيدي محمد الحافظ التجاني : " والأصل الذي أسّس شيخنا طريقته عليه الحفاظ على الشرع الشريف علما وعملا واعتقادا ، وترك المحرّمات كلّها " .

وقال سيّدي محمد الحافظ أيضا : " الطريقة التجانية طريقة من طرق الهدى المشيّدة على الكتاب والسنّة ، والبعد عن البدع الدخيلة في الإسلام ، وخلاصتها الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، مع إقامة الحجّة لله تعالى على الخلق ، والقيام بالواجبات ، والإنتهاء عن المحرّمات ، والتقرّب إلى الله بالنوافل والخير بقدر الاستطاعة ، والتخلّق بالأخلاق الكريمة ، واتّباع المصطفى صلّى الله عليه وسلّم في الظاهر والباطن ، والمحافظة على الطهارة الظاهرة والباطنة ، طهارة البدن والخلق " .

 ومن انتسب إلى الطريقة وخالف ذلك فليس منها في شيء ، فأثر الطريقة في بناء المجتمع الذي تنشر فيه هو صورة حتمية ظاهرة في أفراده ، وهو الأخذ بعنان الكتاب والسنّه وبتعاليم الطريقة ، وذلك أنّها كاشفة وموضّحة لسداد الشرع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق