الأربعاء، 28 سبتمبر 2022

رسالة الحافظ: جلال الدين السيوطي المسماة: رسالة حسن المقصد في عمل المولد

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. وبعــــد: فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول، ما حكمه من حيث الشرع؟ وهل هو محمود أو مذموم؟ وهل يثاب فاعله أو لا؟. الجـــــواب: عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف. وأول من أحدث فعل ذلك صاحب اربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبرى بن زين الدين علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد، وكان له آثار حسنة، وهو الذي عمر الجامع المظفري بسفح قاسيون. قال ابن كثير في تاريخه: كان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالا هائلا، وكان شهما شجاعا بطلا عاقلا عالما عادلا رحمه الله وأكرم مثواه. قال: وقد صنف له الشيخ أبو الخطاب ابن دحية مجلدا في المولد النبوي سماه (التنوير في مولد البشير النذير) فأجازه على ذلك بألف دينار، وقد طالت مدته في الملك إلى أن مات وهو محاصر للفرنج بمدينة عكا سنة ثلاثين وستمائة محمود السيرة والسريرة. وقال سبط ابن الجوزي في مرآة الزمن: حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد أنه عد في ذلك السماط خمسة آلاف رأس غنم شوي وعشرة آلاف دجاجة ومائة فرس ومائة ألف زبدية وثلاثين ألف صحن حلوى. قال: وكان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء والصوفية فيخلع عليهم ويطلق لهم، ويعمل للصوفية سماعا من الظهر إلى الفجر ويرقص بنفسه معهم، وكان يصرف على المولد في كل سنة ثلاث مائة ألف دينار، وكانت له دار ضيافة للوافدين من أي جهة على أي صفة، فكان يصرف على هذه الدار في كل سنة مائة ألف دينار، وكان يستفك من الفرنج في كل سنة أسارى بمائتي ألف دينار، وكان يصرف على الحرمين والمياه بدرب الحجاز في كل سنة ثلاثين ألف دينار، هذا كله سوى صدقات السر، وحكت زوجته ربيعة خاتون بنت أيوب أخت الملك الناصر صلاح الدين أن قميصه كان من كرباس غليظ لا يساوي خمسة دراهم، قالت: فعاتبته في ذلك فقال: لبسي ثوبا بخمسة وأتصدق بالباقي خير من أن ألبس ثوبا مثمنا وأدع الفقير والمسكين. وقال ابن خلكان في ترجمة الحافظ أبي الخطاب ابن دحية: كان من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء، قدم من المغرب فدخل الشام والعراق واجتاز بإربل سنة أربع وستمائة فوجد ملكها المعظم مظفر الدين بن زين الدين يعتني بالمولد النبوي فعمل له كتاب (التنوير في مولد البشير النذير)، وقرأه عليه بنفسه فأجازه بألف دينار. قال: وقد سمعناه على السلطان في ستة مجالس في سنة خمس وعشرين وستمائة. انتهى. وقد ادعى الشيخ تاج الدين عمر بن علي اللخمي السكندري المشهور بالفاكهاني من متأخري المالكية أن عمل المولد بدعة مذمومة، وألف في ذلك كتابا سماه (المورد في الكلام على عمل المولد)، وأنا أسوقه هنا برمته وأتكلم عليه حرفا حرفا؛ قال رحمه الله: الحمد لله الذي هدانا لاتباع سيد المرسلين، وأيدنا بالهداية إلى دعائم الدين، ويسر لنا اقتفاء أثر السلف الصالحين حتى امتلأت قلوبنا بأنوار علم الشرع وقواطع الحق المبين، وطهر سرائرنا من حدث الحوادث والابتداع في الدين، أحمده على ما من به من أنوار اليقين، وأشكره على ما أسداه من التمسك بالحبل المتين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله سيد الأولين والآخرين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين صلاة دائمة إلى يوم الدين. أما بعـد: فإنه تكرر سؤال جماعة من المباركين عن الاجتماع الذي يعمله بعض الناس في شهر ربيع الأول ويسمونه (المولد) هل له أصل في الشرع أو هو بدعة وحدث في الدين؟، وقصدوا الجواب عن ذلك مبيناً، والإيضاح عنه معينا، فقلت وبالله التوفيق: لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بدعة أحدثها البطالون، وشهوة نفس اعتنى بها الأكالون، بدليل أنا إذا أدرنا عليه الأحكام الخمسة قلنا: إما أن يكون واجبا أو مندوبا أو مباحا أو مكروها أو محرما، وليس بواجب إجماعا، ولا مندوبا لأن حقيقة المندوب ما طلبه الشرع من غير ذم على تركه، وهذا لم يأذن فيه الشرع ولا فعله الصحابة ولا التابعون المتدينون فيما علمت، وهذا جوابي عنه بين يدي الله تعالى إن عنه سئلت، ولا جائز أن يكون مباحا لأن الابتداع في الدين ليس مباحا بإجماع المسلمين، فلم يبق إلا أن يكون مكروها أو حراما، وحينئذ يكون الكلام فيه في فصلين، والتفرقة بين حالين: أحدهما: أن يعمله رجل من عين ماله لأهله وأصحابه وعياله لا يجاوزون في ذلك الاجتماع على أكل الطعام، ولا يقترفون شيئا من الآثام، وهذا الذي وصفناه بأنه بدعة مكروهة وشناعة إذ لم يفعله أحد من متقدمي أهل الطاعة الذين هم فقهاء الإسلام وعلماء الأنام سرج الأزمنة وزين الأمكنة. والثاني: أن تدخله الجناية وتقوى به العناية حتى يعطي أحدهم الشيء ونفسه تتبعه وقلبه يؤلمه ويوجعه لما يجد من ألم الحيف، وقد قال العلماء: أخذ المال بالجاه كأخذه بالسيف، لا سيما إن انضاف إلى ذلك شيء من الغناء مع البطون الملأى بآلات الباطل من الدفوف والشبابات واجتماع الرجال مع الشباب المرد والنساء الفاتنات، إما مختلطات بهن أو مشرفات، والرقص بالتثني والانعطاف، والاستغراق في اللهو ونسيان يوم المخاف، وكذلك النساء إذا اجتمعن على انفرادهن رافعات أصواتهن بالتهنيك والتطريب في الإنشاد والخروج في التلاوة والذكر المشروع والأمر المعتاد غافلات عن قوله تعالى(إن ربك لبالمرصاد)، وهذا الذي لا يختلف في تحريمه اثنان، ولا يستحسنه ذوو المروءة الفتيان، وإنما يحلو ذلك لنفوس موتى القلوب وغير المستقلين من الآثام والذنوب، وأزيدك أنهم يرونه من العبادات لا من الأمور المنكرات المحرمات فإنا لله وإنا إليه راجعون، (بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدا). ولله در شيخنا القشيري حيث يقول فيما أجازناه: قد عرف المنكر واستنكر المعروف في أيامنا الصعبة وصار أهل العلم في وهدة * وصار أهل الجهل في رتبة جازوا عن الحق فما للذي * ساروا به فيما مضى نسبة فقلت للأبرار أهل التقى * والدين لما اشتدت الكربة لا تنكروا أحوالكم قد أتت * نوبتكم في زمن الغربة ولقد أحسن الإمام أبو عمرو بن العلاء حيث يقول: لا يزال الناس بخير ما تعجب من العجب، هذا مع أن الشهر الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم وهو ربيع الأول هو بعينه الشهر الذي توفي فيه، فليس الفرح فيه بأولى من الحزن فيه. وهذا ما علينا أن نقول، ومن الله تعالى نرجو حسن القبول. هذا جميع ما أورده الفاكهاني في كتابه المذكور. وأقـــول: أما قوله: لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، فيقال عليه: نفي العلم لا يلزم منه نفي الوجود، وقد استخرج له إمام الحفاظ أبو الفضل ابن حجر أصلا من السنة، واستخرجت له أنا أصلاً ثانياً، وسيأتي ذكرها بعد هذا. وقوله: بل هو بدعة أحدثها البطالون... إلى قوله: ولا العلماء المتدينون يقال عليه: قد تقدم أنه أحدثه ملك عادل عالم، وقصد به التقرب إلى الله تعالى، وحضر عنده فيه العلماء والصلحاء من غير نكير منهم، وارتضاه ابن دحية، وصنف له من أجله كتاباً، فهؤلاء علماء متدينون رضوه وأقروه ولم ينكروه. وقوله:ولا مندوبا لأن حقيقة المندوب ما طلبه الشرع يقال عليه: إن الطلب في المندوب تارة يكون بالنص، وتارة يكون بالقياس، وهذا وإن لم يرد فيه نص ففيه القياس على الأصلين الآتي ذكرهما. وقوله: ولا جائز أن يكون مباحا لأن الابتداع في الدين ليس مباحا بإجماع المسلمين: كلام غير مسلم، لأن البدعة لم تنحصر في الحرام والمكروه، بل قد تكون أيضا: مباحة ومندوبة وواجبة. قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات: البدعة في الشرع هي إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله علبه وسلم وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة. وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في القواعد: البدعة منقسمة إلى واجبة ومحرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة. قال: والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة فإذا دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة، أو في قواعد التحريم فهي محرمة، أو الندب فمندوبة، أو المكروه فمكروهة، أو المباح فمباحة. وذكر لكل قسم من هذه الخمسة أمثلة إلى أن قال: وللبدع المندوبة أمثلة: منها: إحداث الربط والمدارس، وكل إحسان لم يعهد في العصر الأول، ومنها: التراويح، والكلام في دقائق التصوف، وفي الجدل، ومنها: جمع المحافل للاستدلال في المسائل إن قصد بذلك وجه الله تعالى. وروى البيهقي بإسناده في مناقب الشافعي عن الشافعي قال: المحدثات من الأمور ضربان: أحدهما: ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا، فهذه البدعة الضلالة. والثاني: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، وهذه محدثة غير مذمومة. وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام شهر رمضان: (نعمت البدعة هذه) يعني أنها محدثة لم تكن، وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى. هذا آخر كلام الشافعي. فعرف بذلك منع قول الشيخ تاج الدين: ولا جائز أن يكون مباحا... إلى قوله: وهذا الذي وصفناه بأنه بدعة مكروهة إلى آخره؛ لأن هذا القسم مما أحدث، وليس فيه مخالفة لكتاب ولا سنة ولا أثر ولا إجماع، فهي غير مذمومة كما في عبارة الشافعي، وهو من الإحسان الذي لم يعهد في العصر الأول فإن إطعام الطعام الخالي عن اقتراف الآثام إحسان فهو من البدع المندوبة كما في عبارة ابن عبد السلام. وقوله: والثاني ...إلى آخره، هو كلام صحيح في نفسه غير أن التحريم فيه إنما جاء من قبل هذه الأشياء المحرمة التي ضمت إليه، لا من حيث الاجتماع لإظهار شعار المولد، بل لو وقع مثل هذه الأمور في الاجتماع لصلاة الجمعة مثلا لكانت قبيحة شنيعة، ولا يلزم من ذلك ذم أصل الاجتماع لصلاة الجمعة كما هو واضح، وقد رأينا بعض هذه الأمور يقع في ليالي من رمضان عند اجتماع الناس لصلاة التراويح، فهل يتصور ذم الاجتماع لأجل هذه الأمور التي قرنت بها، كلا، بل نقول: أصل الاجتماع لصلاة التراويح سنة وقربة وما ضم إليها من هذه الأمور قبيح شنيع، وكذلك نقول: أصل الاجتماع لإظهار شعار المولد مندوب وقربة وما ضم إليه من هذه الأمور مذموم وممنوع. وقوله: مع أن الشهر الذي ولد فيه ... إلى آخره جوابه أن يقال: أولاً: إن ولادته صلى الله عليه وسلم أعظم النعم علينا، ووفاته أعظم المصائب لنا، والشريعة حثت على إظهار شكر النعم، والصبر والسلوان والكتم عند المصائب، وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة، وهي إظهار شكر وفرح بالمولود، ولم يأمر عند الموت بذبح ولا غيره، بل نهى عن النياحة وإظهار الجزع، فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وسلم دون إظهار الحزن فيه بوفاته. وقد قال ابن رجب في كتاب اللطائف في ذم الرافضة حيث اتخذوا يوم عاشوراء مأتما لأجل قتل الحسين: لم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتما فكيف ممن هو دونهم. وقد تكلم الإمام أبو عبد الله ابن الحاج في كتابه المدخل على عمل المولد فأتقن الكلام فيه جدا، وحاصله: مدح ما كان فيه من إظهار شعار وشكر، وذم ما احتوى عليه من محرمات ومنكرات. وأنا أسوق كلامه فصلا فصلا قال: (فصل في المولد) ومن جملة ما أحدثوه من البدع مع اعتقادهم أن ذلك من أكبر العبادات وإظهار الشعائر ما يفعلونه في شهر ربيع الأول من المولد، وقد احتوى ذلك على بدع ومحرمات جملة، فمن ذلك استعمال المغاني ومعهم آلات الطرب من الطار المصرصر والشبابة وغير ذلك مما جعلوه آلة للسماع، ومضوا في ذلك على العوائد الذميمة في كونهم يشغلون أكثر الأزمنة التي فضلها الله تعالى وعظمها ببدع ومحرمات، ولا شك أن السماع في غير هذه الليلة فيه ما فيه، فكيف به إذا انضم إلى فضيلة هذا الشهر العظيم الذي فضله الله تعالى وفضلنا فيه بهذا النبي الكريم، فآلة الطرب والسماع أي نسبة بينها وبين هذا الشهر الكريم الذي من الله علينا فيه بسيد الأولين والآخرين، وكان يجب أن يزاد فيه من العبادة والخير شكرا للمولى على ما أولانا به من هذه النعم العظيمة، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يزد فيه على غيره من الشهور شيئا من العبادات، وما ذاك إلا لرحمته صلى الله عليه وسلم لأمته ورفقه بهم، لأنه عليه الصلاة والسلام كان يترك العمل خشية أن يفرض على أمته رحمة منه بهم، لكن أشار عليه السلام إلى فضيلة هذا الشهر العظيم بقوله للسائل الذي سأله عن صوم يوم الاثنين: (ذاك يوم ولدت فيه)، فتشريف هذا اليوم متضمن لتشريف هذا الشهر الذي ولد فيه فينبغي أن نحترمه حق الاحترام ونفضله بما فضل الله به الأشهر الفاضلة وهذا منها لقوله عليه السلام (أنا سيد ولد آدم ولا فخر، آدم فمن دونه تحت لوائي)، وفضيلة الأزمنة والأمكنة بما خصها الله به من العبادات التي تفعل فيها لما قد علم أن الأمكنة والأزمنة لا تشرف لذاتها وإنما يحصل لها التشريف بما خصت به من المعاني، فانظر إلى ما خص الله به هذا الشهر الشريف ويوم الاثنين، ألا ترى أن صوم هذا اليوم فيه فضل عظيم لأنه صلى الله عليه وسلم ولد فيه، فعلى هذا ينبغي إذا دخل هذا الشهر الكريم أن يكرم ويعظم ويحترم الاحترام اللائق به اتباعا له صلى الله عليه وسلم في كونه كان يخص الأوقات الفاضلة بزيادة فعل البر فيها وكثرة الخيرات، ألا ترى إلى قول ابن عباس: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان) فنمتثل تعظيم الأوقات الفاضلة بما امتثله على قدر استطاعتنا. فإن قال قائل: قد التزم عليه الصلاة والسلام في الأوقات الفاضلة ما التزمه مما قد علم، ولم يلتزم في هذا الشهر ما التزمه في غيره، فالجواب أن ذلك لما علم من عادته الكريمة أنه يريد التخفيف عن أمته، سيما فيما كان يخصه، ألا ترى إلى أنه عليه السلام حرم المدينة مثل ما حرم إبراهيم مكة، ومع ذلك لم يشرع في قتل صيده ولا شجره الجزاء تخفيفا على أمته ورحمة بهم، فكان ينظر إلى ما هو من جهته وإن كان فاضلا في نفسه فيتركه للتخفيف عنهم، فعلى هذا تعظيم هذا الشهر الشريف إنما يكون بزيادة الأعمال الزاكيات فيه والصدقات إلى غير ذلك من القربات، فمن عجز عن ذلك فأقل أحواله أن يجتنب ما يحرم عليه ويسكن له تعظيما لهذا الشهر الشريف، وإن كان ذلك مطلوبا في غيره إلا أنه في هذا الشهر أكثر احتراما كما يتأكد في شهر رمضان وفي الأشهر الحرم، فيترك الحدث في الدين ويجتنب مواضع البدع وما لا ينبغي. وقد ارتكب بعضهم في هذا الزمن ضد هذا المعنى، وهو أنه إذا دخل هذا الشهر العظيم تسارعوا فيه إلى اللهو واللعب بالدف والشبابة وغيرهما، ويا ليتهم عملوا المغاني ليس إلا، بل يزعم بعضهم أنه يتأدب فيبدأ المولد بقراءة الكتاب العزيز، وينظرون إلى من هو أكثر معرفة بالتهوك والطرق المبهجة لطرب النفوس، وهذا فيه وجوه من المفاسد، ثم إنهم لم يقتصروا على ما ذكر بل ضم بعضهم إلى ذلك الأمر الخطر، وهو أن يكون المغني شابا لطيف الصورة حسن الصوت والكسوة والهيئة، فينشد التغزل ويتكسر في صوته وحركاته، فيفتن بعض من معه من الرجال والنساء، فتقع الفتنة في الفريقين ويثور من المفاسد ما لا يحصى، وقد يؤول ذلك في الغالب إلى فساد حال الزوج وحال الزوجة ويحصل الفراق والنكد العاجل وتشتت أمرهم بعد جمعهم. وهذه المفاسد مركبة على فعل المولد إذا عمل بالسماع، فإن خلا منه وعمل طعاما فقط ونوى به المولد ودعا إليه الإخوان وسلم من كل ما تقدم ذكره فهو بدعة بنفس نيته فقط، لأن ذلك زيادة في الدين وليس من عمل السلف الماضين، واتباع السلف أولى، ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد، ونحن تبع فيسعنا ما وسعهم. انتهى. وحاصل ما ذكره: أنه لم يذم المولد، بل ذم ما يحتوي عليه من المحرمات والمنكرات، وأول كلامه صريح في أنه ينبغي أن يخص هذا الشهر بزيادة فعل البر وكثرة الخيرات والصدقات وغير ذلك من وجوه القربات، وهذا هو عمل المولد الذي استحسناه، فإنه ليس فيه شيء سوى قراءة القرآن وإطعام الطعام وذلك خير وبر وقربة. وأما قوله آخراً: إنه بدعة، فإما أن يكون مناقضاً لما تقدم أو يحمل على أنه بدعة حسنة كما تقدم تقريره في صدر الكتاب، أو يحمل على أن فعل ذلك خير والبدعة منه نية المولد، كما أشار إليه بقوله: فهو بدعة بنفس نيته فقط، وبقوله: ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد. فظاهر هذا الكلام أنه كره أن ينوي به المولد فقط، ولم يكره عمل الطعام ودعاء الإخوان إليه، وهذا إذا حقق النظر لا يجتمع مع أول كلامه، لأنه حث فيه على زيادة فعل البر وما ذكر معه على وجه الشكر لله تعالى إذا أوجد في هذا الشهر الشريف سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، وهذا هو معنى نية المولد فكيف يذم هذا القدر مع الحث عليه أولاً. وأما مجرد فعل البر وما ذكر معه من غير نية أصلاً فإنه لا يكاد يتصور، ولو تصور لم يكن عبادة، ولا ثواب فيه إذ لا عمل إلا بنية، ولا نية هنا إلا الشكر لله تعالى على ولادة هذا النبي الكريم في هذا الشهر الشريف، وهذا معنى نية المولد فهي نية مستحسنة بلا شك فتأمل. ثم قال ابن الحاج: ومنهم من يفعل المولد لا لمجرد التعظيم، ولكن له فضة عند الناس متفرقة كان قد أعطاها في بعض الأفراح أو المواسم، ويريد أن يستردها ويستحي أن يطلبها بذاته، فيعمل المولد حتى يكون ذلك سببا لأخذ ما اجتمع له عند الناس، وهذا فيه وجوه من المفاسد منها: أنه يتصف بصفة النفاق، وهو أن يظهر خلاف ما يبطن، إذ ظاهر حاله أنه عمل المولد يبتغي به الدار الآخرة، وباطنه أنه يجمع به فضة، ومنهم من يعمل المولد لأجل جمع الدراهم أو طلب ثناء الناس عليه ومساعدتهم له، وهذا أيضا فيه من المفاسد ما لا يخفى. انتهى. وهذا أيضا من نمط ما تقدم ذكره، وهو أن الذم فيه إنما حصل من عدم النية الصالحة، لا من أصل عمل المولد. وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل ابن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه: أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة، وإلا فلا. قال: وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم؟ فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى، فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما مَنَّ به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم، وعلى هذا فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى في يوم عاشوراء، ومن لم يلاحظ ذلك لا يبالي بعمل المولد في أي يوم من الشهر، بل توسع قوم فنقلوه إلى أي يوم من السنة، وفيه ما فيه. فهذا ما يتعلق بأصل عمله. وأما ما يعمل فيه فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة. وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغي أن يقال: ما كان من ذلك مباحاً بحيث يقتضي السرور بذلك اليوم لا بأس بإلحاقه به، وما كان حراما أو مكروهاً فيمنع، وكذا ما كان خلاف الأولى. انتهى. قلت: وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر، وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة، مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع ولادته، والعقيقة لا تعاد مرة ثانية فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم إظهار للشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين، وتشريع لأمته كما كان يصلي على نفسه، لذلك فيستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات. ثم رأيت إمام القراء الحافظ شمس الدين ابن الجزري قال في كتابه المسمى (عرف التعريف بالمولد الشريف) ما نصه: قد رؤي أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له: ما حالك؟ فقال: في النار إلا أنه يخفف عني كل ليلة اثنين، وأمص من بين أصبعي ماء بقدر هذا- وأشار لرأس أصبعه -، وأن ذلك بإعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة النبي صلى الله عليه وسلم وبإرضاعها له. فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي صلى اله عليه وسلم به فما حال المسلم الموحد من أمة النبي صلى الله عليه وسلم يسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته صلى الله عليه وسلم، لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيم. وقال الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي في كتابه المسمى (مورد الصادي في مولد الهادي): قد صح أن أبا لهب يخفف عنه عذاب النار في مثل يوم الاثنين لإعتاقه ثويبة سرورا بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أنشد: * إذا كان هـذا كافرا جـاء ذمـه وتبت يـداه في الجحـيم مخـلدا أتى أنـه في يـوم الاثنين دائـما يخفف عنه للسـرور بأحــمدا فما الظن بالعبد الذي طول عمره بأحمد مسرورا ومات موحـــدا وقال الكمال الأدفوي في (الطالع السعيد): حكى لنا صاحبنا العدل ناصر الدين محمود ابن العماد، أن أبا الطيب محمد ابن إبراهيم السبتي المالكي نزيل قوص أحد العلماء العاملين كان يجوز بالمكتب في اليوم الذي فيه ولد النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: يا فقيه، هذا يوم سرور، اصرف الصبيان، فيصرفنا. وهذا منه دليل على تقريره وعدم إنكاره، وهذا الرجل كان فقيهاً مالكياً متفنناً في العلوم متورعاً، أخذ عنه أبو حيان وغيره، ومات سنة خمس وتسعين وستمائة. (فائدة) قال ابن الحاج: فإن قيل: ما الحكمة في كونه عليه الصلاة والسلام خص مولده الكريم بشهر ربيع الأول ويوم الاثنين، ولم يكن في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وفيه ليلة القدر ولا في الأشهر الحرم ولا في ليلة النصف من شعبان ولا في يوم الجمعة وليلتها. فالجواب من أربعة أوجه: الأول: ما ورد في الحديث من أن الله خلق الشجر يوم الاثنين، وفي ذلك تنبيه عظيم، وهو أن خلق الأقوات والأرزاق والفواكه والخيرات التي يمتد به بنو آدم ويحيون وتطيب بها نفوسهم. الثاني: أن في لفظه ربيع إشارة وتفاؤلاً حسناً بالنسبة إلى اشتقاقه، وقد قال أبو عبد الرحمن الصقلي: لكل إنسان من اسمه نصيب. الثالث: أن فصل الربيع أعدل الفصول وأحسنها، وشريعته أعدل الشرائع وأسمحها. الرابع: أن الحكيم سبحانه أراد أن يشرف به الزمان الذي ولد فيه، فلو ولد في الأوقات المتقدم ذكرها لكان قد يتوهم أنه يتشرف بها. تم بحمد الله تعالى كتاب: (حسن المقصد في عمل المولد) للإمام العلامة جلال الدين السيوطي
...تابع القراءة

الأربعاء، 6 أبريل 2022

الشيخ إبراهيم انياس وشعراء شنقيط

تردد علماء شنڨيط (موريتانيا) وشعراؤها على شيخ الإسلام الشيخ براهيم إبن الحاج عبد الله نياس ..... 

وكان الزوار إلى قسمين ينقسمون :


قسم شهد وشاهد وعرف وأراد الصحبة وحسن الوجهة في السلوك فأثر الآخرة على الدنيا فاتخذه شيخا مربيا وقدوة مرقيا مسهلا أمامه الطريق وملينا صعبه وحزنه ،

وقسم حجب عن ذالك لكنه عرف -بعض -الشيء -حقيقة الشيخ علما ومعرفة وولاية وذوقا ودراية ، لكنه استعجل الدنيا على الآخرة فاستكفى بمدحه للحصول على عارفة دنيوية ومكافأة مستعجلة . 


فكان الزوار الشناقطة - الشعراء والعلماء وغيرهم- يتوافدون بكثرة على الشيخ ابراهيم ويضعون بين أيديه أحلى وأعلى وأغلى ماجادت به قرائحهم في الإشادة بفضله وكرمه والتنافس في مدح وسرد بعض مكارم أخلاقه الرفيعة وخصاله الجمة البديعة . 

فيرجعون بأعلى ماتؤمله ----- منه مطامعهم فالحمد لله 

وهم كثر ولله الحمد عدول مبرزين ،

والناس أكيس من أن يمدحو رجلا----- من قبل أن يجدوا آثار إحسان. 

يقول العلامة المؤرخ إبن خلدون موريتانيا المختار بن حامدن رحمه الله 

سلام على الشيخ الجليل فإنه---مجل على أنف الحسود المعاند. 

فمن يك لم يحمد إليه نـوالـه ----فإني إليه حامد وابن حامد


+ الشاعر محمد محمود بن أحمذي البوحسني :

نعم ذاك إبراهيم غوث الورى الرضي---وغيث البرى من يحمل الكل كله 

أجل السماوات العلى ما أظله-- وخير بقاع الأرض ماقد أقله 

ولاعيب في أخلاقه غير أنه --إذا جاد فضلا بالكثير اسـتقله  


+العلامة الشاعر المختار بن آبت المجلسي :

جـمع الـشريعة والـحقيقة ناشئا---- فـهو المقدم فيهما تقديما 

شـيخ لـه في كـل شأو رتـبة-----صعـدت به فوق الفتي زعيما 


+ العلامة الخنذيذ اللذيذ موناك التندغي في نونيته التي يمدح بها الشيخ : 

قطب التيجانية الشهير وتاجـها--وإمامــها وجـدوده تيـجانـها 

ذو الرتبة العلياء التي تنحط عن--ها العارفون ولو سما بنيانها 

فبه الشريعة قــد تمكن صــيتها --وبه الحقيقة قد سما بنيانها

كـــلتاهـمـا لـولاه أقـفر رسـمــها---بين الورى وتدكدكت أركانها


+العلامة محمد عبد الرحمن بن السالك بن باب  

الـشيخ إبـراهيم خـير مـؤمـل++لـقضاء حاج المستهام الأسي 

في صدره كشف الحجاب وقد نرى++في راحتيه غنى ذوى الإفلاس

يافوز قوم قلدوه فإنهم --- مستمسكون بأوثق الأمراس 


+قاضي القضاة العلامة محمد عبد الله بن ففا العلوي :

مقامات أقطاب البرية رامها ---فأجلسه الرحمان منها على الكرسي 

خديم أبي العباس حائز سره--- ووارثه فيضا على العين والرأس

ويقول في موضع آخر : 

عليك بشيخ القوم واسلك سبيله ---ولاتـنح إلا من يكـون لـه نـحوا 

بدت من أبي العباس فيه خلافة ---قفا أمره فـي كل مسألة قفوا

وأصحابه يملي عليهم معارفا---- ويملؤهم فقها ويملؤهم نحوا

وقصائده فيه أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر


+ السيد العالم أحمد بن باب بن الشيخ سيدي الأنتشاتي 

إذا قيل في الجلى من الملجئ الذي --- إذا نحن يممنا تقشع ماغما 

يجيء جميع الناس بـاسـمك صارخـا ---ألـيس بـهذا الـقطب تنكشف الغما 


+ القاضي العلامة محمذن بن محمد فال بن العاقل الديماني الملقب أميي 

بالشيخ إبراهيم ياصاح عج// ومل إلى حضرته الفاخرة 

ولــذ بـــه وكـن بـــه واثــقا //منتجـعا أمـواجه الـزاخـرة 

تـــفـز به دنيـا وأخـرى فـمـا //تـفوتك الـدنيا ولا لاخــرة 


+العالم الفذ السيد محمد بن أبي مدين الديماني :

إلى الشيخ إبراهيم كنز المعارف---وعارف ماقد غاب عن كل عارف 

وغارف جـمات المعارف والتقي--- من أبـاءه الشم الــكرام الـغطارف


+العالم الشهير كراي ولد أحمد يورة : 

منى إلى الشيخ إبراهيم أهديها--- تحية يخجل الجادي جاديها 

تؤم قطب الندى والعلم موقنة ---أن يكسب الطيب من ناديه ناديها

إلى أخرها 


+ أما المؤرخ الكبير والأديب الشهير المختار بن حامد فقصائده جمة كثيرة في مدح الشيخ وكذالك مقطوعاته ومنها :

للشيخ إبراهيم عبد أنا ---- يـبيـعني إن شاء أو يـترك 

قد أسترقني بإحسانه  ----والحر بالإحسان قد يمـلك 


+ شاعر شنقيطي 

أكـرم بـإبراهيم مـالك عـصره ++  وجـنوده لـــقمـانه شـروانه 

فاليأتيه من كان يطلب حاجة++  فالخير كل الخير في إتيانه


ويقول أخر 

وإذا سئلت عن الإمام فـإنـه  / خـير لأدواء الــقلــوب لبـيب

وإذا حـللت فنــاءه ألــفـيته  /   يدعو إليه العرش وهو قريب 

أمـوالـه لـعــفاتـه مــبذولــة   /  دهر الـدهور وعـلمه مـوهوب 

من قاسه بالأكرمين لجهلـه   /  والـتين والـزينون فهو كذوب 

قد تاب من زلاتهم أعداؤه    / والحاسد الملعون ليس يتوب 

الشيخ إبراهيم سؤدد نفسه  / وله من المجد الأصيل ضروب 

وشهود مدحي في صفات    /  خصاله اله رب الورى وعتيده ورقيب 

خذها قلاة جوهر أهداكها     /  قـح مجيد حـان منه مـشيب


+ ويقول العلامة  شيخنا ومفخرتنا أباه ولد عبد الله أطال الله عمره

رعيت أبا إسحاق والبيت والمسعى// رياضا من العرفان طيبة المرعا  ألخ


وهي قصيدة طويلة


وما هذه الشهادات سوى غيض من فيض وقطرة من خضم وزهرة من بستان .. وأما الذين شهدوا ووجدو وجدوا واجتهدوا في التعلق بأذياله فقصائدهم تفوق هيمنة العد والحصر إذا لكل واحد منهم ديوان خاص في مدحه .. منها ماهو منظم حسب الترتيب الأبجدي مثل دواوين العلامة الفهامة محمد عبد الله بن السيد بن أكتوشن العلوي حفظه الله . 

ومنها ما هو خاضع للخواطر ودفقات المشاعر مثل ما هو حال  السادة الأجلاء والمشائخ النبلاء 

- الشيخان بن محمد لطلبة العلوي

-الشيخ محمد المشري العلوي 

-الشيخ عبدالله الإجيجبي 

-محمدن ولد الرباني الغلاوي

-محمد الكبير ولد حرمة العلوي 

-وغيرهم ...


ومن المتأخريين وهم كثر منهم العلامة المجتهد محمد الحسن بن أحمد الخديم اليعقوبي حفظه الله 


والقائمة طويلة.. 


ستكفيك من ذاك الجمال إشارة 

ودعـه مـصونا بالجمـال محجبا


منقول

...تابع القراءة

الأحد، 12 سبتمبر 2021

 

الشيخ الهادي بن سيدي مولود فال ونشره 


للفيضة التجانية في نيجريا وما جاورها

 زخرت كتب ومؤلفات علماء ومشايخ الطريقة في نيجريا والنيجر بالتنويه بالدور الدعوي الكبير الذي أداه الشيخ الهادي بن سيدي مولود فال في غرب القارة الإفريقية حتى أنه كان يلقب ب "فاتح أرض هوصا" وقد توسل أكابرهم بالشيخ الهادي لتحقيق مطالبهم الدنيوية والأخروية.

يقول الأستاذ يعقوب أبو بكر غرب الغاني في الباب الخامس من كتابه "إتحاف الإخوان بمآثر غوث الزمان"، مؤرخا لدخول الفيضة التجانية إلى نيجيريا والدول المجاورة لها، بعد استعراض لإرهاصات دخول الفيضة إلى نيجريا: [1]ثم في العام الثاني من مسير هؤلاء السادة إلى كولخ (يعني الشيخ أحمد التجاني عثمان الكنوي والشيخ محمد الثاني بن الحسن الكافنغي الكنوي)، ورد الشيخ محمد الهادي الموريتاني (أحد خلفاء الشيخ إبراهيم في موريتانيا) إلى نيجريا، وهو في طريقه إلى الحرمين لأداء فريضة الحج حاملا معه رسالة من الشيخ إبراهيم رضي الله عنه، إلى أمير كنو الحاج عبد الله بايرو، ولم يتصل به من علماء كنو عندئذ إلا السيد الطاهر المغراوي المعروف بالماهر والسيد أبوبكر (نوالي) الذي أنزله الأمير عنده.

ثم واصل الشيخ الهادي سفره إلى الحرمين وعندما رجع اتصل به الشيخ محمد بلو المعروف الآن (بمالم بلو نشيخ الهادي) ولازمه حتى أدخله في التربية، هو والسيد الطاهر الدمغراوي وواحد آخر يدعى الحاج محمد طن بتا.

ثم اندفع كبار علماء كنو إلى منزل الشيخ الهادي ليسلكهم في التربية وهذا مبدأ دخول التربية التجانية إلى نيجيريا.

وقد أخبر الشيخ الهادي أن من كرامات الشيخ إبراهيم وعلامة كشفه الصريح أنه لما أراد أن يحج (أي الشيخ الهادي) ذهب إلى الشيخ إبراهيم ليستأذنه، فقال له الشيخ: من جملة ما أوصاه به، "إن لك في الطريق إخوانا خذ بأيديهم".

ومهما يكن من أمر فإن الشيخ عبد الله بن المعلم محمد سلغ، والشيخ أبابكر عتيق، والحاج الشيخ ميهولا، والسيد محمد الخامس بن شعيب، وأخاه السيد محمد العاشر، والسيد عمر الفاروق بن الشيخ عبد الله سلغ والحاج عبد الرحمن أوبارنغم، والحاج أبوبكر الملقب "نوالي"، ثم الأسرة الحافظة لكتاب الله الحاج رابع وابنه الكبير الحاج إسحاق رابع، هؤلاء كلهم كانوا في الدفعة الأولى الذين سلكوا في التربية عندئذ على يد الشيخ الهادي رضي الله عنه.

ثم قفل الشيخ الهادي راجعا إلى وطنه، فمر في طريقة بمدينة زاريا واتصل هناك بكبار فقهائها مثل المعلم مأجي إسحاق والمعلم يهوذا ومن إليهما.

وعندما وصل إلى كولخ وقدم للشيخ إبراهيم قائمة كبيرة تحتوي على آلاف من أسماء المريدين، بعضهم جدد الطريقة وبعضهم انخرط في سلك التربية، امره الشيخ بالرجوع ثانية إلى نيجريا لأن هذه الجماعة الكبيرة المتزايدة من المريدين والأتباع لا ينبغي أن يتركوا دون مرشد قائم بأمرهم، فمن ثم جعل الشيخ الهادي رضي الله عنه يتردد على نيجريا كل سنة قرابة عشرين حجة كما كان يمر في كل حجة بالبلاد المجاورة لها مثل غانه والتوغو ونيجر.

وقد بذل رضي الله عنه جهودا لا يستهان بها في هذه البلاد في إدخال ألوف إلى الطريقة وتربيتهم في الحقيقة فضلا عن الألوف الذين اعتنقوا الإسلام على يديه.

ومما يدل على اجتهاد الشيخ الهادي في الدين والطريقة أن مولانا الشيخ إبراهيم نياس رضي الله عنه كتب ذات مرة إلى الشيخ محمد غبريم الداغري رضي الله عنه رسالة بخط يده الشريفة مضمونها أنه ليس له نائب في أمر التربية والطريقة وما إلى ذلك في نيجريا سوى الشيخ محمد الهادي وحده، وكلما من أتى من كولخ إنما أتى لحاجة في نفسه فقط.

وعلى أية حال، فعندما رجع الشيخ الهادي هذه المرة وجد أن الشيخ ماجي إسحاق الفقيه الزكزكي المشهور قد توفي إلى رحمة الله فنصح الشيخ يهوذا بالدخول في التربية فقبل النصيحة ورحل إلى كولخ وتربى هناك على يد الشيخ إبراهيم رضي الله عنه.

وعلى هذه الصورة فشا أمر التربية في نيجريا وما جاورها من البلدان بشكل عجيب لأن كل فقيه كبير أو متوسط تربى في كولخ أو على يد الشيخ الهادي هنا في نيجريا يؤذن له هو الآخر في الأخذ بيد تلامذته القادمين إليه من القرى المجاورة".

وقد أورد الباحث النيجري تجاني زبير محمد الرابع في تحقيقه لكتاب "جمع المنافع على قراءة الإمام نافع" وهو من تأليف جده الشيخ محمد الرابع بن يونس[2] والد رجل الأعمال المشهور إسحاق رابع [3]أن الشيخ الهادي كان شيخ السيد محمد رابع في الطريقة.

يقول في الصفحة 43[4] من الكتاب المذكور:

" من شيوخ السيد محمد رابع الشيخ محمد الهادي وهو من كبار أصحاب الشيخ إبراهيم، وقد قال عنه الشيخ محمد الرابع:

كذاك عن واسطتي إليه : محمد الهادي ولا عليه

إلى أن يقول:

وقد نظم الشيخ محمد الرابع قصيدة تسلية للشيخ الهادي من 44 بيتا تضامن فيها معه في حادثة إنكار على الفيضة أشعلها بعض الجهلة في ضواحي مدينة، وقد خمدت سريعا وتحول مشعلوها إلى مريدين للشيخ الهادي وتابوا مما فعلوه وقالوه.

وذكر الباحث النيجري تجاني زبير محمد الرابع في تحقيقه لكتاب "جمع المنافع على قراءة الإمام نافع"، "أن الشيخ محمد الرابع نظم قصيدة مدح ووداع للشيخ الهادي، وهذا نص ما كتبه الباحث في الصفحة 51 من الكتاب في سرده لمؤلفات الشيخ محمد الرابع: " منائح التشييع فيما جرى للشيخ الكامل الرفيع"، وهي قصيدة في 58 بيتا ولباعث لنظمها هو بيان ما جرى في تشييعهم للشيخ الهادي في أول زيارته لمدينة كنو حيث نزل عند الحاج باب نبيغ ومكث عنده 61 يوما وعندما أراد المغادرة شيعه كثير من العلماء والأتباع وعلى رأسهم الشيخ عبد الله سلغ ومن ضمنهم الشيخ محمد الرابع.

ومن أمثلة ذلك ما ورد في كتاب "الشيخ أبوبكر عتيق[5] وديوانه: هدية الأحباب والخلان في مدح سيد الأكوان وابنه القطب التجاني "[6].

فقد تربى الشيخ أبوبكر عتيق على يد الشيخ الهادي وتلقى عنه أسرار الطريقة وعلوم الفيضة، وهو ما يتضح جليا في ديوانه المذكور، حيث نظم قصيدة رجزية سماها "أسباب الصلة في التوسل برجال السلسلة"، وذكر  فيها سنده إلى الشيخ إبراهيم رضي الله عنه ثم إلى الشيخ التجتني رضي الله عنه بادئا بشيخه الشيخ الهادي الذي كان الشيخ الرابط والسند الواصل الموصل.

يقول الشيخ أبي بكر عتيق برد الله ضريحه:

الحمد لله وصلى الله   : على محمد ومن والاه

ندعوك يا رب بجاه الهادي[7]: فلتهدنا لمنهج الرشاد

بإبراهيم رب هيمَنَّا   : بحب ذاتك وزدنا مَنَّا

بسر سر شيخنا التجاني: فسلِّكَنَّا منهج العرفان

هذه هي سلسلة وسند الشيخ أبي بكر عتيق: الشيخ الهادي بن سيدي مولود فال عن الشيخ إبراهيم عن الشيخ التجاني رضي الله عنه؛ وبهذه السند يرتبط كبار تلامذة الشيخ أبي بكر عتيق من أمثال الشيخ أحمد أبو الفتح اليرواوي وتلميذه الشيخ إبراهيم صالح الحسيني، والشيخ بلاربي جيفا بولاية سوكوتو، والشيخ أبوبكر المسكين بولاية بورنو، والشيخ يحي جيبيا بولاية كدونا، وغيرهم.

ويرتبط بسند الشيخ أبي بكر عتيق عن الشيخ الهادي اتباع الشيخ أبي بكر في نيجريا والتشاد ونيجر وغانة والكمرون.

وقد نظم الشيخ ابي بكر عتيق قصيدة وداع للشيخ الهادي في أحد اسفاره إلى نيجريا يقول فيها (من بحر الوافر)[8]:

أيا هادي المريد إلى المراد : أيا من قد هدانا للرشاد

 أيا هادي ولي الله يا من : بهمته وصلت إلى مرادي

ونائب شيخنا برهام فينا : تمد الواصلين وكل صادي

ألا يا نائب التيجاني يا من : أتانا للهداية أنت هادي

 لقد أرشدتنا لقويم نهج : لحضرة ربنا وسناك بادي

 وقد أحييتنا وجزيت خيرا : وكنا قبل في ظلم الدآدي

 إلى أن يقول:

تذكرني خديمك في دعاء : بنيل سلامة ورضا الجواد

وبلغه السلام لإبرهام : وسائر أهله أهل الوداد

وقل لهم تركت لكم محبا : بكانو حائرا خفق الفؤاد

 وليس له لغيركم ركون : ولا شغل بعمرو أو زياد[9]

 على المختار من ربي صلاة : مدى قول المتيم والمنادي

 ألا فانزل بخير مع سلام : أيا هادي المريد إلى المراد

وقد ذكر الباحث محمد الأمين عمر في تحقيقه لديوان الشيخ أبي بكر عتيق أن الشيخ الهادي كان ممن اعتمد عليهم الشيخ أبي بكر عتيق في الطريقة، وفي التصوف حيث قال: " ومنهم أيضا السيد الفاضل محمد الهادي بن سيدي مولود فال وهو من أكاب تلاميذ الشيخ إبراهيم الكولخي".[10]

إدخاله الفيضة إلى جمهورية غانه

 

يقول الباحث الغاني الحاج عبد الودود سيسي في الصفحتين 159، 160 من المطلب الثاني من  كتابه "بشرى المحبين والمريدين" متحدثا عن دخول الفيضة التجانية إلى دولة غانه:[11]

"وأما بالنسبة لأهل غانه شقيقة نيجريا فأول من رحل إلى كولخ وتربى هنالك على يد الشيخ إبراهيم هو خليفته السابق الحاج آدم بابنمكرنتا، وذلك أن الشيخ مولاي محمد الهادي مولود فال زار غانه وواصل سفره إلى مدينة كوماشي واتصل هناك بكبار علمائها في ذلك العصر؛ ولما أراد الشيخ الهادي أن يحج ذهب ليستأذن الشيخ فقال له الشيخ من جملة ما أوصاه به "إن لك في الطريق إخوانا خذ بأيديهم".

إلى أن يقول "اتصل الشيح محمد الهادي بكبار علماء كوماشي منهم: مالم محمد الثاني وهو رئيس قبيلته وخادم للعلم، ثم العالم محمد شيروم والعالم آدم والد إمام غرب الحاكم، ومنهم العالم الكبير مالم شعيب، وتكلم معهم في أمر الشيخ وأخبرهم بظهور الفيضة على يد الشيخ إبراهيم نياس وتكلم أيضا عن العلوم التي أظهرها على يد الشيخ وما إلى ذلك من المواهب اللدنية، وأخبرهم بأن الشيخ إبراهيم هو صاحب الفيضة التي أخبر بها مولانا أحمد التجاني".

وأورد الباحث الحاج عبد الودود في الصفحة 159 قصيدة نظمها الحاج علي كوماشي في مدح الشيخ الهادي، يقول فيها:

أهلا وسهلا بالإمام الهادي: العارف المفضال نجل الهادي

نجم الحقيقة قد أنار بلادنا: بمعارف جلت عن التعداد

نجم سما بمعارف وحقائق: ودقائق كثرت  بغير نفاد

بشراكم يا أهل غانه بمرشد:  يمحو حجابا من شغاف فؤاد

يشفي نفوسكم بفيض علومه: بدر اضاء الأفق بالإرشاد

فرح إذا نزل المريد ببابه: يبغي اجتماع الشمل بالعباد

وكساه ثوبا من تجلي ذاته: وصفاته أفعاله برشاد

يسقيه خمرة شوقه يفنى به: عن نفسه والصحب والأولاد

لا عيب فيه سوى علوم حقيقة: وشريعة موصولة الأمداد

يا من يريد فناءه عن نفسه : وفناءه عن عالم الأجساد

وشهوده حضرات قدس إلهه: هرول إليه تفوز بالإمداد

وصلاة ربي للنبي محمد: ما حن مشتاق وغنى حادي

وممن مدح الشيخ الهادي  من علماء غانه، العالم الرباني الشيخ نوح عباس الذي يقول في بحر المتقارب:

وفي كل شيء له آية: وآيتنا شيخي هادي الورى

محمد هاد هدانا لسبل: سلام وقرب لرب الورى

ويقول العالم العارف الغاني الحاج بابا الواعظ مادحا الشيخ الهادي بلغة هوصا:

بزام منت دكي با  : سنو شريفي هادي

كيني كنشر قمشي : لشيخ كولخ هادي

كيني نفاطم زهر   : ماتن شريفي هادي

وهذه ترجمة للأبيات المذكورة أعلاه:

لا لن ننساك : ما أعظمك أيها الشريف الهادي

أنت الذي نشرت عطر الشيخ الكولخي يا أيها الهادي

أنت تنمى لفاطمة الزهراء بنت النبي الشريف الهادي

ولم تمض السنوات العشر الأولى لتوليه السفارة عن الشيخ في البلاد النائية حتى انتشر الفتح المبين بين المريدين وتوطد الانتماء للطريقة وقبل هذا وذاك تعلم الناس أحكام الدين.

وكان الشيخ الهادي يواصل فتوحاته ويبلغ الشيخ بما حققه،  كما كان الشيخ يوجهه ويرشده في مهامه وهو ما يتضح من خلال المراسلات الكثيرة المتبادلة بينهما والتي تؤكد كلها الجهد الكبير الذي بذله الشيخ الهادي لترسيخ أركان الفيضة التجانية.

 



[1] راجع الصفحتين:92 و93 من كتاب إتحاف الإخوان بمآثر غوث الزمان :طباعة مكتية ومطبعة الشمال : كنو- نيجريا.

[2]  ولد الشيخ محمد الرابع في كنو عام 1315 هـ الموافق لعام 1894م بكانو، وتوفي في باماكو عائدا من زيارة الشيخ إبراهيم نياس عام 1959م.

 

 [3]  راجع تجاني زبير محمد الرابع -تحقيق كتاب "جمع المنافع على قراءة الإمام نافع" -تأليف الشيخ محمد الرابع بن يونس-الطبعة الأولى-مطبعة كنو 2010.

[4]  راجع الصفحات 43 ،51، 53 من كتاب جمع المنافع على قراءة الإمام نافع" آنف الذكر.

[5] علامة نيجريا الشهير والداعية التجاني الكبير الحاج أبوبكر عتيق بن الخضر (1909م-1974م),

[6]  راجع: الشيخ أبوبكر عتيق وديوانه: هدية الأحباب والخلان في مدح سيد الأكوان وابنه القطب التجاني، تحقيق: محمد الأمين عمر: طباعة مطابع الزهراء للإعلام العربي-1988م-مدينة نصر- جمهورية مصر العربية (رقم الإيداع:1988/7843).

[7]  ذكر محقق ديوان الشيخ أبي بكر عتيق في الصفحة 62 الهامش2 : "يريد بالهادي هنا: الشيخ محمد الهادي بن سيدي مولد فال وهو من أكابر أصحاب الشيخ إبراهيم الكولخي رضي الله عنه".

[8]  راجع الصفحة 113 من كتاب الشيخ أبي بكر عتيق وديوانه" آنف الذكر.

[9]  علق محقق الديوان آنف الذكر على هذا البيت بقوله في الهامش 1 من الصفحة 114: يريد هنا أن يقول أنه لا يركن لأي أحد سوى الممدوح

[10]  راجع الصفحة 19 من كتاب الشيخ أبي بكر عتيق وديوانه" آنف الذكر.

[11]  كتاب "بشرى المحبين والمريدين"-تأليف الحاج عبد الودود سيس- مطبعة مركز كوماشي-طبعة 2 يناير 2009

...تابع القراءة

الاثنين، 2 أغسطس 2021

في رثاء الشيخ الهادي

 الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله.

هذه بعض ابيات كنت قدقيدتهاايام بلغتناوفاة

خليفةالشيخ سيدي الشيخ

الهادي بن سيدي مولولدفال

رضي الله عنه وانا اذذاك فى

مدينة "روصو" حين مربناوفد من ابناءالشيخ الكبار بقيادةكبيرالابناء

الشيخ الحاج عبدالله فرافقتهم الى حاضرة

"تمبيعلي" للتعزيةفاجتمعت

لدي بعض الخواطرالمتدافعة،

الفرح بابناءالشيخ من جهة،

والحزن لهذاالمصاب الجلل

فقدان احداعيان اكابر الفيضة

من جهةاخرى،فسجلت ذالك

فى هذه الابيات لاكن لم يقدرلي ان ابعثها اليكم الاالان  فسماحاومعذرة:

لله كم اودع الرحمن من حاج،،

صعب المنال بوفدالسيدالحاج،،

زاروا فياعظمهاكانت مناسبة،،

توصافهالم يسعه اي انتاج،،

زيارة لم يكن تبيين مابعثت،،

فى النفس من صادق البشرى

بمحتاج،،

قاموابهابعدمالاقوه من تعب،،

تجشموه بتبكير وادلاج،،

ورغم مالهم فى المجدمن شغل،،

حلوابه الملك بالاكليل والتاج،،

وكم اتت محن فى طيها منح،،

تضيء انوارها ليل الدجى الساجي،،

قدكان من بينها هذالقدوم وكم،،

للهادى من اثرباليمن وهاج،،

خليفة الشيخ ابراهيم صاحبه،،

المقتفى اثره فى خيرمنهاج،،

حياته ابحربالمجدزاخرة،،

فيهاتلاطم امواج بامواج،،

اليس بالحسن الاخلاق طيبها،،

والعارف المتفاني الخائف الراجي،،

اليس من كان بالطاعات منشؤه،،

وما ائتلى ساعيافيهابالهاج،،

اليس من يدرك المأمول طالبه،،

به ويثرى فقيربعدالفاج،،

احياالشريعةاذكان ابن بجدتها،،

وجددالركن منهابعدانهاج،،

ياطلعةشبتى فى الطاعات واحتجبت،،

شهرالصيام بحادي عشره

الشاجي،،

بعدالثمانين والعامين من عمر،،

معمربالتقى والسعي فى الحاج،،

ماذااقول وقدعي اللسان لما،،

خلفته من اسى فى القلب امشاج،،

رزءالى امةالاسلام تنقله،،

ببالغ الحزن افواج لافواج،،

سقى الاله ضريحاقدتوطنه،،

ذاك الدفين المسجى كل ثجاج،،

وبارك الله فى الشيخ التجاني وفى،،

تلك الارومةمن حفظ وافلاج،،

ثم الصلاة على الهادى وشيعته،،

من اهل بيت واصحاب وازواج،،.

والسلام منا الى جناب تلك الحضرة الساميةوالى كل من بتلك الحضرة الميمونة

اخوكم المخلص الملتمس

صالح دعائكم

محمذفال بن محمد بن عبد

الصمد.

...تابع القراءة