الأربعاء، 19 فبراير 2020

رسالة للشيخ ابراهيم نياس رضي الله عنه حول القبض

رسالة  لفضيلة شيخ الإسلام الشيخ ابراهيم انياس
رضي الله عنه  في خبر القبض والرفع

الحمد لله هدى من وفقه بفضله وأضل من خذله بعدله، فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن  اتقى، وربك أعلم بالمهتدين، ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا،قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها؛ والصلاة والسلام على من أنزل في حقه "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني"، "ومن يطع الرسول فقد أطاع الله"، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.

 أما بعد،

 فإلى كافة إخواني في الله وأحبائي حيثما قطنوا،

 سلام سليم لا لغو فيه ولا تأثيم،

 يليه بعد تفقد أحوالكم أجراها الله على وفق المراد "ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل من بعده وهو العزيز الحكم".

أصلح الله حالنا وحالكم ومآلنا ومآلكم؛إعلامكم بأن رفع اليدين في المواطن الأربعة ووضع اليمنى على اليسرى ثبتا ثبوتا لا مرد له عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وهلم جرا فلا ترى من ينازع فيهما إلا في هذا القطر الإفريقي،فلا يحتاج إلى مراء ولا جدال فلا تماروا أحدا فنحن نرفع ونقبض اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة"؛ ولا نقصد فعل مكروه ولا مخالفة أحد لا من الأحياء ولا من الأموات وأمر هذا الدين واضح وضوحا لا يحتاج معه إلى مراء ولا جدال فالنبي المكلف بتبيين ما أنزل إلينا صلى الله عليه وسلم لم يخرج من الدنيا إلا وأكمل وأتم تبيين ما أنزل إليه والعلماء بعده ورثة الأنبياء ما قصروا جازاهم الله عنا خيرا، فمن رفع وقبض فقد جعلهما رغبة في متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لم يثبت عنه غيرهما البتة ومن تركهما فهو على حجته، فالذي أوصيكم به هو ترك المراء والجدال، ففي محكم التنزيل ولاتجادلوا واصبروا فهذا زمانه ومكانه وارفقوا وتواضعوا مع خلق الله وتأدبوا معهم وبالأخص الكبراء وتوددوا فالعاقل لا يعادى، قال تعالى "خذ العفو وآمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين"، وقال " ادفع بالتي هي أحسن"، ولا تأخذكم في الله لومة لائم؛ "ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير"، وإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل، "وإنما توفون أجوركم يوم القيامة من زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور".

 وفقنا الله لما يحب ويرضى وداوى بمنه قلوبنا المرضى.

 والسلام

أخوكم ومحبكم إبراهيم بن الحاج

عبدالله التجاني لطف الله به آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق