الاثنين، 28 أكتوبر 2019

حياة الشيخ محمد الحسن احمدو الخديم

#العالم_العلامة_والحبر_الفهامة_سيبويه_أوانه_ومالكي_أحيانه_وشاعر_زمانه_محمدالحسن_أحمدالخديم_اليعقوبي
====================
هو شيخنا العالم العلامة، والحبر الفهامة، سيبويه أوانه، ومالكي أحيانه، وشاعر أقرانه،الشيخ المحقق، والدراكة المدقق، محمد الحسن بن أحمد الخديم بن محمد مولود بن أبي محمد بن مولود بن أحمد الجواد اليعقوبي ..ينتهي نسبه إلى عبد الله بن جعفر الطيار.

ولد سنة:1357هـ الموافق 1938م ببلدة "إزاكن" بولاية اترارزه لأسرة كريمة أصيلة في النسب، عريقة في العلم والتقى والصلاح والأدب .
فأبوه العالم العلامة: أحمدُّ الخديم، وأمه سليلة المجد: عزة بنت سيد محمد الموسوية.نشأ وترعرع في بيئة علمية بامتياز

تلقى مبادئ تعليمه في محيطه العائلي على جدته لأبيه صاحبة القرآن:فاطمة بنت محمد سالم فهجته الحروف وحفَّظتْه أربعين حزبا ثم بعد ذلك انتقل إلى والده فأكمل عليه حفظ القرآن ثم درس في علوم القرآن: نظم الجوهر المنظم في رسم الكتاب المعظم،  وفي السيرة قرة الأبصار ، وفي المغازي نظم الغزوات للبدوي، وفي الفقه ابن عاشر، وفي النحو الآجرومية، وفي الأدب ديوان الشعراء الست،

ثم أرسله والده إلى العالم الفقيه سيد أحمد بن أحمد يحيى فأخذ عنه مؤلفات محمد مولود بن محمد فال.
ولامية الأفعال، والمقصور والممدود لابن مالك، ونظم صغرى الصغرى في العقائد إلى غير ذلك.
وكان سيد أحمد يدرس العبادات من مختصر خليل تدريسا مستفيضا ، فحفظ عنه عبادات خليل بشواهده بمجرد السماع وكان ذلك قبل بلوغه.

ثم انتقل إلى العلامة الأصولي المختار بن ابلول وأخذ عنه بعض ألفية ابن مالك وقصائد في اللغة.
ثم انتقل إلى العلامة:محمد عالي بن نعمه فقرأ عليه ثمن الألفية الأول بطرة ابن بون.
ثم شد الرحل إلى شيخ الشيوخ، وتاج ذوي الرسوخ، محمد سالم بن المختار بن ألما فألقى عنده عصا التسيار، ولازمه فأكمل عليه "الجامع بين التسهيل والخلاصة" المعروف بطرة ابن بون وأتقن عليه الفقه والأصول، والقواعد والعقائد وعلوم القرآن ومصطلح الحديث والأدب والتاريخ والأنساب والمنطق والعروض وغير ذلك مما يُدْرَسُ في المحاضر أنذاك.
وقد أخذ -بتوجيه من شيخه- عن العلامة الحَبْر والفهامة الفخر: محمدٍ بن ميميه ألفية السيوطي في البلاغة.
 كما أخذ عن العلامة الجهبذ المتبصر الإمام: بداه ابن البوصيري التفسير وعلومه، والحديث ومصطلحه وبعض المتون في التجويد.
وقد أخذت هذه الرحلة العلمية منه زهاء عشرين سنة عرف خلالها بالجد والاجتهاد والصبر والتضحية، زاده في ذلك همته العالية، وفهمه الثاقب، وذاكرته القوية، وسرعة حفظ مدهشةٍ
فقد كان يحضر مجالس المذاكرة فيحفظ  ما يُنشَد فيها من أشعار وما يذكر فيها من فوائد ثم إذا رجع إلى عريشه قيده مخافة النسيان.
وقد أجازه العلامة محمد سالم بن ألما إجازة تامة ومطلقة
كما أجازه كذلك العلامة سيد أحمد بن أحمد بن يحيى غيرهما وسأرفق تلك الإجازات بهذه الترجمة إن شاء الله.
ثم أخذ عن شيخه محمد سالم رحمه الله الطريقة الشاذلية
ثم أخذ فيما بعد عن ابنه الأكبر العلامة اتاه الطريقة التيجانية.

ثم عاد ومعه بعض طلبته إلى مرابع قومه فأنشأ محضرة
جامعة تدرس فيها سائر التخصصات الشرعية والفنون العقلية
وقد انثال عليه طلبة العلم من كل حدب وصوب وكان الطلاب فيها بالمآت.
ومع أن جل وقته يذهب في تدريس الطلاب وحل ما أشكل عليهم، إلا أن جانب التأليف أخذ منه بنصيب
فقلما تجد فنا إلا وله فيه نظم أو شرح وتتميز مؤلفاته بقوة السبك ووضوح العبارة، والبعد عن الإطالة من غير إخلال وقد نفع الله بها وكتب لها القبول.

يدلك نظمه على قدرته الفائقة، وثراء مادته اللغوية، وسعة ثقافتة الأدبية، فكثيرا ما ينتقي اللفظ الأنيق، والمعنى الفخيم،
و من ذلك مديحيته للنبي صلى الله عليه وسلم وقد افتتحها بمقدمة طللية يقول في مطلعها:

إلام عيون الصادق الحب لا ترقى
إذا نظرت برقا أو إن سجعت ورقا

فتبكي  على  أطلال  سلع  سفاهة
كما قد بكى غيلان حزوى أو الـزرقـا

وتــأمـل مـلـقـى للأحـبـة بـعـد مـا
نأوك وبعد الـنـأي أنى لك الـمـلـقـى

وحاولت كـتـم العـشق من بعد بعدهم
وهل يستطيع الصب أن يكتم العشقا

فـأخـبـر دمـع الـعـيـن عـن سـر حـبـهـم
وإخـبـاره لـم يحتمل مـا عـدا الـصـدقـا

كـذلك دأب الـصـادق الـحـب إن مـرت
خـلـوف مـآقـيـه  جـوانـحـه الـحـرقـى

فـلـم يـبـق دمـع حـيـث لـم يـلـق حـبـه
فــلا دمـعـه يـبـقـى ولا حـبـه يـلـقـى

ونكتفي بهذا القدر من هذه القصيدة الطويلة الماتعة؛ لأن المقصود إنما هو إظهار شاعريته.

وقد عرفت شيخنا -حفظه الله ورعاه- عن قرب فرأيت فيه العلم والزهد والعبادة والحياء والتواضع والكرم واللطف والعطف على طلابه، مع صبره وجلده في سبيل نشر العلم، وبذله لطالبيه بأسلوبه البارع، وأدبه الرائع طوال يومه ومعظم ليله
وهذا ما شاهدته وليس للمبالغة فيه من نصيب أسأل الله أن يجزيه عني وعن طلاب العلم خير ما جازى شيخا عن طلابه.
ولا أنسى من الدعاء  أبناءه الأبرار والعلماء الأخيار  أسأل الله أن يوفقهم وأن يسددهم وأن يعلي مقامهم وأن يجزيهم عنا كل خير.
__________________
جزى الله من دعا له بخير.
#بقلم_أخيكم:السالم بن عبود.
تم تلخيصه من مقدمة مرام المجتدي